النهار

سوريا: مقتل أول مدني برصاص عناصر أمن موالين للنظام منذ انطلاق تظاهرات السويداء (فيديو وصور)
المصدر: أ ف ب- رويترز
سوريا: مقتل أول مدني برصاص عناصر أمن موالين للنظام منذ انطلاق تظاهرات السويداء (فيديو وصور)
محتجون يقتحمون ما يُعرف بالشعبة الغربية لحزب البعث، شرق ساحة تشرين وسط مدينة السويداء، ويرمون تقارير وصورا (28 شباط 2024، السويداء 24).
A+   A-
قُتِل متظاهر، الأربعاء، برصاص عناصر أمن موالين للنظام خلال تحرك احتجاجي في مدينة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيراً الى أنه "أول قتيل" منذ انطلاق تظاهرات مناوئة للسلطة قبل أكثر من ستة أشهر.
 
وتشهد السويداء منذ منتصف آب احتجاجات سلمية أسبوعية، انطلقت إثر قرار الحكومة حينها رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ"إسقاط النظام".
 
وقال المرصد إن العشرات من أهالي المدينة تجمعوا أمام قاعة تستخدمها السلطات من أجل تسوية أوضاع السكان الأمنية، وردّدوا هتافات مناهضة للنظام السوري.
 
ولدى محاولة عناصر الأمن إطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم، أصيب متظاهران بجروح، توفي احدهما لاحقاً، وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن القتيل "هو أول ضحية تسقط برصاص قوات الأمن السورية وموالين لها منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية في المدينة".
 
كذلك، أكد مصدر طبي ومراقبان محليان وفاة رجل سوري متأثرا بجراح أصيب بها خلال احتجاج اليوم الأربعاء على الرئيس بشار الأسد في محافظة السويداء. 

وهذه هي أول حالة وفاة يتم تسجيلها في التظاهرات المتعلقة بالظروف الاقتصادية والتي عمت السويداء ذات الأغلبية الدرزية العام الماضي وسرعان ما تحولت احتجاجات مناهضة للأسد.
 
وبحسب مسؤول تحرير شبكة "السويداء 24" المحلية ريان معروف، "فإن النظام السوري استأنف قبل أسبوع عملية التسويات الأمنية للمطلوبين للخدمة العسكرية والاحتياطية في هذا المركز، بعد توقف منذ نهاية العام الماضي".

وأضاف "اليوم، قرر المتظاهرون الاحتجاج أمام المركز، وللأسف حصل" إطلاق النار خلال محاولة تفريقهم، ما أدى الى مقتل المتظاهر.
 
وبثّت الشبكة مقطعاً مصوراً يبدو فيها المتظاهرون العزل وهم يرددون هتافات مناوئة للنظام، قبل أن يدوي إطلاق رصاص ويصاب المواطن في صدره.
وذكر موقع السويداء 24 الإخباري أن رجلا يبلغ 52 عاما توفي متأثرا بجراح نتجت من إصابته بطلقات نارية بعدما فتحت قوات الأمن التي كانت تحرس مبنى حكوميا النار على محتجين قريبين من المكان.
 
واشار الى أن الرئيس الروحي لطائفة الدروز الشيخ حكمت الهجري التقى المحتجين اليوم الأربعاء، ووصف الرجل الذي لقي حتفه بأنه "شهيد الواجب".
 
وشهدت المدينة وفق المرصد و"السويداء 24" استنفاراً إثر الحادثة، وسط دعوات من مرجعيات دينية للحفاظ على "المسار السلمي" للتظاهرات.
 
ومنذ سنوات، تشهد محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.
 
وفي آب الماضي أشعل رفع أسعار البنزين احتجاجات واسعة في أنحاء محافظة السويداء التي لم يطلها إلى حد كبير العنف الذي اجتاح أنحاء سوريا منذ 2011 عندما تحول قمع حكومة الأسد للاحتجاجات حربا شاملة.
 
 

 
 
 
 
 
وسرعان ما وجه المحتجون انتقادهم للرئيس الأسد وطالبوا بتغييرات سياسية واسعة النطاق.
 
وفي أنحاء المحافظة، أجبر المحتجون عشرات الأفرع المحلية لحزب البعث الحاكم على الإغلاق ومزقوا صورا للرئيس ووالده الرئيس الراحل حافظ في استعراض نادر للتحدي في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
 
وللمحافظة خصوصيتها، إذ تمكن دروز سوريا طوال سنوات النزاع، الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.

وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

والحكومة السورية حاضرة في محافظة السويداء عبر مؤسسات رسمية، فيما ينتشر الجيش على حواجز في محيط المحافظة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium