تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في قطاع غزة في الحرب التي تخوضها إسرائيل ضدّ حركة حماس منذ السابع من تشرين الأول عتبة "الـ30 ألفاً"، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح اليوم.
وقال المتحدث باسم الوزارة الطبيب أشرف القدرة إنّ "عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفاً" بعدما وصل إلى مستشفيات القطاع ليل الأربعاء - الخميس "79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ".
إلى ذلك، شدّدت وكالة "الأونروا" على أنّه " يجب إتاحة الوصول لأنحاء قطاع غزة دون عوائق فوراً".
وقالت: "أنباء وفاة 6 أطفال نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة مروّعة".
وأضافت أنّ "وقف إطلاق النار الفوري في غزة مسألة حياة أو موت".
بدورها، أكّدت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ غالبية القتلى في قطاع غزة من النساء والأطفال
وقالت: "بعد تسجيل 30 ألف قتيل في غزة، يجب وقف هذا العنف المروّع".
وفي السياق، اعتبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنّ "كافة سكان قطاع غزة شردوا ونزحوا قسريا بسبب الهجمات الإسرائيلية"، محذّراً في الوقت عينه "من مغبة قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح".
ويتزايد القلق الدولي بسبب الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في القطاع منذ اندلاع الحرب بين حماس في السابع من تشرين الاول الماضي.
كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.
"التحرك الفوري"
وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً" تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله.
وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جداً ولا تكفي حاجات السكان.
ولم تتمكن أي قافلة من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 23 كانون الثاني، بحسب الأمم المتحدة التي تندد بالعرقلة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.
ودعت الولايات المتّحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسياً وعسكرياً في هذه الحرب، الدولة العبرية الى فتح المزيد من المعابر لإيصال المساعدات.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور خلال زيارة لمعبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة "إننا نتحدّث مع المسؤولين الإسرائيليين حول ضرورة فتح مزيد من المعابر ومزيد من الممرّات إلى غزة حتى تتسنّى زيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بشكل كبير. هذه مسألة حياة أو موت".
وتدخل غالبية المساعدات الى القطاع برًّا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضع للتفتيش من قبل إسرائيل.
مباحثات متواصلة
في الأثناء، تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعياً لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار، تتيح الافراج عن رهائن المحتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أشار خلال مقابلة في برنامج على شبكة "إن بي سي"، إلى أنّ شهر "رمضان يقترب وهناك موافقة من الإسرائيليين على وقف العمليات خلال رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن".
وفي موسكو تبدأ وفود تمثل معظم الفصائل الفلسطينية الخميس اجتماعاً بدعوة من الحكومة الروسية بهدف تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، من موسكو لتلفزيون قطر الرسمي، إنّ "الهدف المركزي الأول هو طبعاً كيفية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة".
وأضاف أنّ "إحدى النقاط الأساسية التي سوف تناقش بالتأكيد هي موضوع حكومة وفاق وطني أو وحدة وطنية يمكن أن تشكّل لسدّ الطريق على مؤامرات نتانياهو في فرض تصوراته الخاصة بتكريس احتلال قطاع غزة أو إيجاد حفنة من العملاء ليعملوا تحت إشراف احتلاله".
وانضمّت نيوزيلندا الخميس إلى الدول الغربية التي تصنّف حماس بأكملها "كياناً إرهابياً"، معتبرةً أنّ هجومها الأخير قضى على أيّ إمكان للتفريق بين جناحيها السياسي والعسكري.