النهار

غزة تحصي أكثر من 30 ألف ضحيّة وسط مباحثات الهدنة وخطر المجاعة
المصدر: "أ ف ب"
غزة تحصي أكثر من 30 ألف ضحيّة وسط مباحثات الهدنة وخطر المجاعة
أطفال يجلسون في سيارة مدمرة في رفح، جنوب قطاع غزة، في (28 شباط 2024 - أ ف ب).
A+   A-
قتل أكثر من 30 ألف شخص في غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل أكثر من أربعة أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الخميس، في وقت يواجه سكان القطاع وضعاً إنسانيّاً مأسوياً وخطر المجاعة مع استمرار المباحثات بشأن هدنة محتملة.

وقالت الأمم المتحدة إنّ هذه الحرب التي حولت غزة خلال خمسة أشهر إلى "منطقة موت"، الأكثر حصداً للأرواح بين الحروب الإسرائيلية الخمس التي شهدها قطاع غزة مذ سيطرت عليه "حماس" عام 2007.

وقال المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة "إكس"، "تجاوزت حصيلة القتلى في غزة 30 ألفاً، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال. أصيب أكثر من 70 ألف فلسطيني. يجب أن ينتهي هذا العنف والمعاناة. أوقفوا إطلاق النار".
 
 

ويتزايد القلق الدولي بسبب الظروف التي يعيشها أكثر من مليوني شخص في القطاع منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول الماضي.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة الخميس أنّ حصيلة هذه الحرب تخطت 30 ألفاً معظمهم من المدنيين.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنّ "عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفاً" بعدما وصل إلى المستشفيات ليل الأربعاء الخميس "79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ".
 
 

وفي وقت لاحق الخميس، أعلنت وزارة الصحة مقتل 104 أشخاص على الأقل وإصابة المئات برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية في غرب مدينة غزة بشمال القطاع الفلسطيني المحاصر.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً غالبيّتهم مدنيّون، وفق تعداد لـ"وكالة فرانس برس" يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

كما احتُجز نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا.

وتوّعدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتنفّذ عمليات قصف مكثفة أرفقتها اعتباراً من 27 تشرين الأول بعمليات برية أدّت إلى دمار واسع في شمال القطاع ووسطه.

- مجاعة وشيكة" -
وحذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من "مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً" تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله.

وقال محمد ياسين (35 عاماً) من حي الزيتون في شمال القطاع الذي خرج في الصباح الباكر لشراء الخبز لـ"وكالة فرانس برس": "لم نأكل الخبز منذ شهرين. أطفالنا يتضورون جوعاً. آلاف الأشخاص ينتظرون ساعات طويلة للحصول على كيلو أو اثنين من الدقيق".
 
 

وأضاف: "إنها جريمة. إنه عالم غير عادل".

من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الحاجات الإنسانية "لامحدودة". وأضافت "المجاعة أصبحت وشيكة. لقد تحولت المستشفيات إلى ساحات قتال. مليون طفل يواجهون صدمات يومية".

وأعلن أشرف القدرة الخميس "استشهاد طفلين في مجمع الشفاء الطبي (في شمال غزة) نتيجة الجفاف وسوء التغذية"، مطالباً "المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الإنسانية شمال قطاع غزة".

وسبق للمنظمات الدولية أن حذّرت من أن المساعدات التي تدخل القطاع شحيحة جداً ولا تكفي حاجات السكان.
 
 
ولم تتمكّن أي قافلة من الوصول إلى شمال قطاع غزة منذ 23 كانون الثاني، بحسب الأمم المتحدة التي تندد بالعرقلة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية.

ودعت الولايات المتّحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسياً وعسكرياً في هذه الحرب، الدولة العبرية الى فتح المزيد من المعابر لإيصال المساعدات.

- غلاء ومعاناة -
وتدخل غالبية المساعدات الى القطاع برّاً عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، بعد أن تخضع للتفتيش من قبل إسرائيل.

والخميس، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية انطلاق عملية "طيور الخير" لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بطائرات تابعة للقوات الجوية بالشراكة مع طائرات تابعة للقوات الجوية المصرية، على شمال قطاع غزة "سعياً لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها" وفق ما أفادت وكالة "وام" الإماراتية.
 
 
 
ومنذ أسابيع، تلوّح الدولة العبرية بشنّ عملية برية في رفح التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع. وكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن اجتياح المدينة لا مفرّ منه لتحقيق "نصر كامل" على "حماس"، مشيراً إلى خطة لإجلاء المدنيين منها.

في الشمال، تحتدم الاشتباكات في حي الزيتون في مدينة غزة حيث أعلن الجيش الأربعاء أنه "قتل إرهابيين ودمّر أنفاقا واكتشف العديد من الأسلحة".

وأفاد الجيش بأنّ عدداً من مقاتلي "حماس" قتلوا في وسط القطاع وفي خان يونس في الجنوب التي باتت ساحة خراب حيث يدور قتال عنيف.

- مباحثات متواصلة -
في الأثناء، تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل و"حماس" سعياً لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار، تتيح الافراج عن رهائن محتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.

ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها "حماس" سراح 42 إسرائيلياً من النساء والأطفال دون سن 18 عاماً إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حركة "حماس" بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أشار خلال مقابلة في برنامج على شبكة "إن بي سي"، إلى أنّ شهر "رمضان يقترب وهناك موافقة من الإسرائيليين على وقف العمليات خلال رمضان من أجل إعطائنا الوقت لإخراج جميع الرهائن".

ورغم المحادثات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "نحن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة الرهائن. وأعتقد أن الضغط العسكري سيعيد المزيد من الرهائن".

ويأتي ذلك في وقت طالب نحو 150 إسرائيلياً بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن، وبدأوا الأربعاء مسيرة تستمر أربعة أيام من بلدة رعيم في جنوب إسرائيل إلى القدس.

وفي موسكو تبدأ وفود تمثل معظم الفصائل الفلسطينية الخميس اجتماعاً بدعوة من الحكومة الروسية بهدف تحقيق مصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وانضمّت نيوزيلندا الخميس إلى الدول الغربية التي تصنّف "حماس" بأكملها "كياناً إرهابياً"، معتبرة أنّ هجومها الأخير قضى على أيّ إمكان للتفريق بين جناحيها السياسي والعسكري.

- قتيل في الضفة -
وأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد على جبهات عدة، منها الضفة الغربية المحتلة حيث تزايدت التوترات منذ تشرين الأول، أو الحدود بين لبنان وإسرائيل حيث يتمّ تبادل القصف يومياً بين "حزب الل"ه والدولة العبرية، وصولاً إلى البحر الأحمر حيث ينفّذ الحوثيون هجمات تطال حركة الملاحة دعما للفلسطينيين في غزة.

وليل الأربعاء، قتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات دارت في بلدة بيت فوريك الواقعة شرق نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
 
 
وقالت "وفا" إنّه خلال تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية في البلدة دارت مواجهات أصيب خلالها بشار حنني برصاصة في البطن نُقل على إثرها إلى مستشفى بنابلس حيث ما لبث أن فارق الحياة.

كما نفّذ الجيش الإسرائيلي ليل الأربعاء عمليات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية ولا سيما قرب جنين والخليل وطولكرم وقلقيلية، وفقاً لوفا.

من جهتها، دعت حركة "حماس" إلى تحرك جماهيري في الأقصى مع بداية رمضان.

والخميس استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة تابعة لـ"حزب" الله في غرب سوريا فيما سُمع دوي انفجارات في دمشق التي استهدفتها غارات إسرائيلية مساء الأربعاء، بحسب منظمة غير حكومية ومراسل فرانس برس.

اقرأ في النهار Premium