أكدت فصائل فلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس أنها ستواصل العمل لتحقيق "وحدة وطنية شاملة" في إطار منظمة التحرير وأولوية مواجهة "العدوان الإسرائيلي" في غزة، وذلك في بيان أصدرته الجمعة بعد اجتماع في موسكو.
وجمعت روسيا الخميس ممثلين لفصائل فلسطينية أبرزها فتح وحماس والجهاد الإسلامي، لإجراء مباحثات في خضم الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وقبل أيام من الاجتماع، قبِلَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة حكومة رئيس الوزراء محمد اشتية، في خطوة تزامنت مع تكثف الاتصالات بشأن إجراء إصلاح في السلطة الفلسطينية مرتبط بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
ورأى اشتية أن المرحلة المقبلة "تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة ومحادثات الوحدة الوطنية والحاجة الملحّة إلى توافق فلسطيني فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين".
وفي اجتماعات عقدت خلال الأسابيع الماضية، بحث مسؤولون غربيون وعرب في إمكانية أن تتولى السلطة الفلسطينية بعد خضوعها لعملية إصلاح واسعة، إدارة شؤون غزة والضفة الغربية المحتلة بعد انتهاء الحرب في القطاع المحاصر.
وشددت الفصائل في بيان الجمعة "على الروح الإيجابية البناءة التي سادت الاجتماع" في موسكو، مؤكدة الاتفاق على عقد "جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وشددت الفصائل على أولوية "المهمات الملحة أمام الشعب الفلسطيني ووحدة عملها من أجل تحقيقها"، وفي مقدمها "التصدي للعدوان الإسرائيلي الإجرامي وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس بدعم ومساندة ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية"، و"مقاومة ووقف وإفشال محاولات تهجير شعبنا من أرض وطنه فلسطين"، و"العمل على فك الحصار الهمجي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإيصال المساعدات الإنسانية والحيوية والطبية دون قيود أو شروط".
كما شددت الفصائل على ضرورة "إجبار جيش الاحتلال على الانسحاب من قطاع غزة"، ورفض محاولات "فصل" القطاع عن الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس.
ومنذ الانقسام الحاد بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسيطرة الأخيرة على قطاع غزة اعتبارا من العام 2007، لم يكتب النجاح لسلسلة محاولات لتحقيق مصالحة شاملة. كما فشلت مساعي ضمّ حماس لمنظمة التحرير.
وأتى لقاء موسكو بدعوة من الحكومة الروسية، وهدف الى العمل على تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأبقت روسيا على مدى الأعوام الأخيرة علاقات وثيقة مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على حد سواء، الا أن علاقتها بالدولة العبرية شهدت تباينات في أعقاب اندلاع حرب غزة وموقف إسرائيل الرافض لإقامة دولة فلسطينية.