قتلت القوات الإسرائيلية بالرصاص ثلاثة فلسطينيين في واقعتين منفصلين في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين الذين لاقوا حتفهم في حوادث مختلفة بالأراضي المحتلة خلال ساعات إلى ستة.
ومنذ بدء الحرب في غزة، تفاقم العنف في الضفة الغربية، والذي كان في تصاعد بالفعل منذ أكثر من عام، إذ قالت السلطات الصحية إن العشرات قتلوا في أحدث ضربات جوية إسرائيلية.
وقال شاهد يدعى يوسف نمر إن قوات إسرائيلية بدأت إطلاق نار على أشخاص كان يجلس معهم خارج مستشفى في مدينة جنين بينما كانوا يوشكون على الانتهاء من تناول وجبة السحور.
وقال نمر، الذي أصيب في المداهمة، وهو يشير إلى ثقب قال إن رصاصة أحدثته في أحد جدران المستشفى "قلت لهم شباب في إشي جاي علينا بدأ قناصة يجي علينا. إشي حبى (زحف) وإشي شرد (هرب). اللي شرد اتصاب واللي حبى نفد (نجا)".
وفي وقت لاحق اليوم الأربعاء، قالت الشرطة الإسرائيلية إن حارسا مدنيا مسلحا وجنديا قتلا بالرصاص فلسطينيا يبلغ 15 عاما يشتبه في قيامه بهجوم طعن عند نقطة تفتيش عسكرية بين القدس ومدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن اثنين من أفراد الأمن أصيبا بطعنات خفيفة إلى متوسطة وتم نقلهما إلى المستشفى.
وقالت الشرطة إن قوات إسرائيلية قتلت بالرصاص فتى فلسطينيا عمره 13 عاما من مخيم للاجئين على مشارف القدس مساء أمس الثلثاء، وقتلت اثنين آخرين عند نقطة تفتيش.
وذكرت الشرطة أن إطلاق النار على الفتى جاء بعد أن أطلق ألعابا نارية على قوات متمركزة في نقطة مراقبة.
وفي واقعة نقطة التفتيش، قالت الشرطة إن خمسة أشخاص شوهدوا وهم يشعلون متفجرات ويهمون بإلقائها على الطريق، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار واعتقال المشتبه بهم. ولم تؤكد سقوط أي قتلى، وقالت إنه لم تقع إصابات بين رجال الشرطة.
وكثفت اسرائيل المداهمات في الضفة الغربية منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول. وتظهر سجلات الأمم المتحدة أن 358 شخصا على الأقل قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول.
كما تتبادل إسرائيل إطلاق النار مع جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران عبر الحدود مع لبنان. وقال مسؤولون إسرائيليون وحركة حماس إن غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة على سيارة خارج مدينة صور بجنوب لبنان اليوم الأربعاء قتلت عضوا في حماس من مخيم الرشيدية الفلسطيني القريب.
إجمالي قتلى غزة يتزايد
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات بجنوب إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول تقول إحصاءات إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 253.
وتقول سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ ذلك الحين أسفر عن مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 72 ألفا.
وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أحدث ضربات عسكرية إسرائيلية في غزة قتلت 88 فلسطينيا وأصابت 135 في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال سكان ومسؤولون صحيون إن غارة إسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين في منشأة تستخدمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في رفح على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.
وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا إن منشأة الوكالة في رفح تعرضت للقصف، ولم ترد مزيد من التفاصيل. وتؤوي رفح أكثر من مليون نازح فلسطيني من أنحاء قطاع غزة.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على الحادث.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الأربعاء أن الاجتياح البري لرفح ضروري لتحقيق أهداف الحرب.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تسوية معظم أنحاء غزة بالأرض ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن ربعهم بات على شفا المجاعة.
وأبحرت سفينة تحمل 200 طن من المساعدات إلى غزة من قبرص أمس الثلثاء في إطار برنامج لفتح ممر بحري لتوصيل الإمدادات إلى سكان تقول وكالات الإغاثة إنهم على شفا المجاعة بعد خمسة أشهر من الحرب.
وبينما رحب مسؤولون كبار بالأمم المتحدة والفلسطينيون بالمشروع فإنهم يقولون إنه لا يمكن أن يكون بديلا لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر.
وفشلت الوساطة الدولية حتى الآن في تأمين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتريد إسرائيل الإفراج عن رهائن مقابل فلسطينيين محتجزين لديها وتقول حماس إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن ينهي الحرب.
وأكد بيان صدر باسم الفصائل الفلسطينية يوم الأربعاء هذا الموقف مجددا.