النهار

"حرب على الأطفال" في غزة... إسرائيل تقصف مستودعاً للأونروا وسط جهود دوليّة لإيصال المساعدات إلى القطاع
المصدر: أ ف ب
"حرب على الأطفال" في غزة... إسرائيل تقصف مستودعاً للأونروا وسط جهود دوليّة لإيصال المساعدات إلى القطاع
طفل جلس وسط أنقاض منزل عائلة الأطرش الفلسطينية، بعد تدميره في غارة إسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة (13 آذار 2024، أ ف ب).
A+   A-
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن مقتل أحد موظفيها وجرح آخرين في قصف إسرائيلي استهدف أحد مستودعاتها في رفح، وسط جهود حثيثة لإيصال الأغذية إلى قطاع غزة حيث تدور حرب بين إسرائيل وحماس حولت مساحات شاسعة منه ركاما ودفعت سكانه إلى حافة المجاعة.

وقالت الوكالة في بيان "قُتل موظف واحد على الأقل من موظفي الأونروا وأصيب 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزا لتوزيع المواد الغذائية في الجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب فرانس برس التعليق.

في وقت سابق، قالت جولييت توما المتحدثة باسم الوكالة لفرانس برس إن مستودعًا/مركزًا لتوزيع الدقيق تابعًا للوكالة تعرض للقصف في رفح. وأوضحت أن "الأونروا تستخدم هذا المرفق لتوزيع المواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها وغيرها من المواد المنقذة للحياة على النازحين في جنوب غزة".

ويتكدس في رفح القسم الأكبر من 1,7 مليون نازح من أصل 2,4 مليونين من سكان غزة، في ظروف تقول الأمم المتحدة إنها أقرب إلى المجاعة.

يأتي ذلك فيما تتكثف المساعي الدولية لإيجاد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات للغزيين الذين يعانون الجوع والعطش جراء الحصار والدمار.

- سلاح حرب -
وأمام مجلس الأمن الدولي، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "التجويع يُستخدم سلاح حرب" في غزة.
 
وأضاف جوزيب بوريل "هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، ليست فيضانا أو زلزالا بل من صنع الإنسان... إذا كنا نبحث عن طرق بديلة للمساعدات، فذلك لأن المعابر البرية مغلقة بشكل مصطنع".

وتقول هيئات الإغاثة إن إيصال المساعدات برًا تعيقه إسرائيل عبرعمليات تفتيش مرهقة والقصف الذي يعرقل توزيعها. ومن ثم، تُبذل مساع لإنزال المساعدات جوًا أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص من حيث انطلقت السفينة "أوبن آرمز" الإسبانية وهي تحمل 200 طن من الأغذية. وتعمل منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأميركية على بناء رصيف لتفريغ الحمولة، فيما قالت قبرص إنه يجري تجهيز سفينة ثانية.

وأعلن الأردن تنفيذ 7 عمليات إنزال جوي في شمال القطاع الأربعاء بمشاركة مصر والولايات المتحدة وبلجيكا. وقالت ألمانيا إنها ستشارك في هذه العمليات.

وأعلنت لندن إرسال 150 طنًا من المساعدات إلى غزة. وسيتبعها مستشفى ميداني.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه "سلم أغذية تكفي 25 ألف شخص في مدينة غزة الثلثاء في أول قافلة ناجحة إلى الشمال منذ 20 شباط" عبر المعبر رقم 96 في منطقة السودانية.
 
وأضاف "مع الناس في شمال غزة على شفا المجاعة، نحتاج إلى توصيل المساعدات كل يوم".

والثلثاء أعلن المغرب أنه أرسل 40 طنا من المساعدات نُقلت من مطار تل أبيب عبر معبر كرم أبو سالم وسُلمت للهلال الأحمر الفلسطيني.

وما زالت هذه الكميات شحيحة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليوني شخص من السكان مهدّدون بالمجاعة.

ودلالة على تدهور الوضع الإنساني، سجلت وزارة الصحة  27 وفاة بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال، مرجحة أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
 
 
أ ف ب
حرب على الأطفال -
وتستمر الحرب بلا هوادة في القطاع حيث شن الجيش الإسرائيلي وفق مكتب إعلام حماس خلال 24 ساعة "أكثر من خمسين غارة جوية" وعمليات قصف في مختلف أنحاء القطاع، ولا سيما في الشمال الذي يصعب الوصول إليه.

وقال الدفاع المدني إن الجيش "نسف عمارات وأبراجا سكنية" في مدينة حمد شمال غرب خان يونس، حيث "اعتقل العشرات وبينهم أطفال".

وأفاد الجيش الإسرائيلي أن قواته "تكثف عملياتها" في جنوب القطاع، بما في ذلك مدينة خان يونس، وعن مواجهات "داخل مجمع في منطقة حمد" قتل خلالها أعضاء خلية مسلحة.

وأحصت وزارة  الصحة التابعة لحماس مقتل 88 شخصا على الأقل خلال 24 ساعة، فيما "مازال العشرات تحت الأنقاض". وأشارت إلى غارات أوقعت قتلى في مدينة غزة حتى في وقت السحور.

وقالت في بيان "ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 31272 شهيدا و73024 أصابة"، وقدرت أن "72% من الضحايا هم من الاطفال والنساء".

وندّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الثلثاء بما وصفها بأنها "حرب على الأطفال".

وكتب فيليب لازاريني على منصة اكس "أمر صادم. عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم" متحدثًا عن مقتل 12 ألف طفل.

- تعثر المفاوضات -
تعثرت المحادثات التي استمرت أسابيع بمشاركة وسطاء أميركيين وقطريين ومصريين للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن قبل رمضان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن التوصل إلى اتفاق لا يبدو قريبًا، على الرغم من استمرار المحادثات.

في الأثناء يكرر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو توعده "بالقضاء على حماس". وخلال لقائه رئيس وزراء هولندا مارك روته قال نتنياهو إن "دخول رفح ضروري لتحقيق أهداف الحرب، والاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية سيعد إنجازا لحماس".

ويثير احتمال اجتياح رفح قلقاً عالمياً فهي تقع في أقصى الجنوب قرب الحدود المغلقة مع مصر.

ولا يعاني الغزيون ولا سيما في شمال القطاع فقط من النقص الحاد في المواد الغذائية والضروريات، فقد أدى الحصار والحرب إلى رفع أسعار القليل المتوفر منها.

وقال فهد الغول (50 عاما) وهو من مخيم جباليا، "رمضان هذا العام بطعم الموت والقنابل الاسرائيلية ... نحن صائمون غصبا عنا منذ شهرين أو أكثر... رمضان لا يغير شيئًا، نحن صائمون أساسا. وأمس أفطر أولادي بعد آذان العشاء، كنت في الخارج وحصلت على بعض الأرز لكني وصلت متأخرًا وانتظروني لأن لا طعام في البيت".

وقال طبيب الأسنان باهر حسونة النازح في رفح "حاجات كثيرة في السوق غير متوفرة، وحتى لو توفرت، فهي بأسعار فلكية".

اندلعت الحرب إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول والذي أوقع أكثر من 1160 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند لأرقام رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم وتقدّر إسرائيل أن 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. وأن 32 منهم توفوا.

وأدت الحرب إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين حيث قُتل فتى عمره 12 عاما برصاص شرطة الحدود خلال صدامات في مخيم شعفاط مساء الثلثاء. وقُتل بعد منتصف الليل فلسطينيان آخران يبلغان 16 و23 عامًا بالرصاص في قرية الجيب بالقرب من القدس خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية، واثنان آخران برصاص الجيش داخل مستشفى جنين، وفق إدارة المستشفى.

وفي إطار التوتر عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، قتل شخصان على الأقل، نعت أحدهما حركة حماس، وأصيب آخران بجروح الأربعاء جراء غارة اسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة صور في جنوب لبنان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium