دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، إلى "اتفاق حول الرهائن وإلى وقف دائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً عزمه على "القضاء" على حركة حماس.
وجاءت دعوة شولتس قبيل إرسال إسرائيل وفداً إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مفاوضات مع وسطاء دوليين وحماس بشأن هدنة في غزة ومبادلة رهائن إسرائيليين بأسرى فلسطينيين، بعد أسابيع من مفاوضات لم تسفر عن نتائج.
وقال المستشار الألماني، عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس، إنه "يجب التوصل إلى اتفاق حول الرهائن وإلى وقف دائم لإطلاق النار"، مؤكداً أنه يتفهم "عائلات الرهائن التي تقول إن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق"، بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب.
ويشهد قطاع غزة حربًا اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول على الدولة العبرية أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.
وخلال الهجوم خطفت حماس نحو 250 رهينة من الإسرائيليين والأجانب تعتقد إسرائيل أن نحو 130 منهم ما زالوا في قطاع غزة، بينهم 32 لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم شنت إسرائيل التي توعدت بالقضاء على الحركة حملة عسكرية مدمّرة خلّفت 31645 قتيلًا على الأقل معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس الأحد.
وفي حين أكد شولتس مجدداً "دعم ألمانيا الثابت" لإسرائيل و"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، قال إنه "أعرب عن قلقه" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن عدد الضحايا المدنيين "المرتفع جداً" ومسار الحرب.
وأضاف شولتس "لا يمكننا أن نبقى هنا من دون القيام بشيء ونشاهد الفلسطينيين وهم يواجهون خطر المجاعة"، داعياً إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة على نحو "عاجل وضخم".
كما كرر دعم ألمانيا لحل الدولتين في إطار الرؤية لمرحلة بعد الحرب.
وأكد نتنياهو من جهته أن "إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وزيادة إرسال المساعدات إلى أقصى حد".
لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي شدّد على أنّه لن يقبل باتفاق في شأن غزة "يُضعف" إسرائيل.
وقال نتنياهو إن أي اتفاق سلام محتمل "يضعف إسرائيل ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها" سيكون خطوة "إلى الوراء وليس إلى الأمام" في مسار السلام.
وأضاف "لا يمكننا تحقيق السلام مع حماس، ويجب القضاء عليها"، واصفاً الحركة الإسلامية الفلسطينية بأنها "منظمة ترتكب إبادة".
أكد نتنياهو الذي يكرر منذ أيام أن إسرائيل ستشن هجوماً على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، أنه سيتم إجلاء السكان المدنيين مسبقاً.
وقال إن شن عملية في رفح "ليس أمراً سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها، بل في الواقع سنفعل العكس"، في وقت يخشى المجتمع الدولي احتمال وقوع مثل هذا الهجوم على المدينة حيث يتجمع نحو 1,5 مليون فلسطيني، حسب الأمم المتحدة.