النهار

روائح كريهة وبعوض وأمراض... مياه الصرف الصحي والقمامة تهدّد صحة النازحين الفلسطينيّين في جنوب غزة
المصدر: أ ف ب
روائح كريهة وبعوض وأمراض... مياه الصرف الصحي والقمامة تهدّد صحة النازحين الفلسطينيّين في جنوب غزة
صورة ملتقطة من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة، تظهر أبنية مدمرة في الأراضي الفلسطينية من جراء قصف اسرائيلي (19 آذار 2024ـ أ ف ب).
A+   A-
تزحف أكوام القمامة والبرك الملوثة بمياه الصرف الصحي باتجاه خيام بناها النازحون الفلسطينيون بما توفر لهم في جنوب قطاع غزة وهو ما يفاقم المخاطر الصحية التي تهدد الفارين من ويلات القصف الإسرائيلي المتواصل.

يقول سيد رفيق أبو شنب الذي نزح إلى رفح كغيره من مئات الآلاف هربا من الحرب "نعاني من الروائح الكريهة والأمراض، الأطفال يعانون باستمرار من نزلات البرد".

ويضيف "المجاري مليئة بالبعوض الذي يقرص وتنتقل العدوى من شخص إلى آخر".

وفي الوقت الذي تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يقول مسؤولو الإغاثة الإنسانية إن واقع الصرف الصحي المتدهور يجعل سكان غزة أكثر عرضة للأمراض.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية جيمي ماكغولدريك خلال مؤتمر صحافي الإثنين إن "الصرف الصحي هو أحد العوامل الرئيسية لأزمة التغذية والأزمة الصحية بل وأود أن أقول انعدام الأمن الغذائي أيضا".

وأضاف "الناس جياع ويفاقم شعورهم بالجوع... تأثر نظامهم المناعي جراء ظروفهم المعيشية. فهم يعيشون في ظروف مزرية وفي مواقع مكتظة".

اندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول على إسرائيل أدّى الى مقتل نحو 1160 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.

وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وتشنّ منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة أتبعتها بهجوم بري. وقتل في القطاع نتيجة العمليات العسكرية نحو 32 ألف شخص وأصيب أكثر من 73 ألفًا بجروح غالبيتهم العظمى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس نشرت الثلثاء.

وحذر تقييم الأمن الغذائي الذي أعدته هيئة مختصة تعمل مع الأمم المتحدة من أن نصف سكان قطاع غزة يعانون من وضع "كارثي من الجوع والمجاعة"، ومن المتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع بحلول أيار ما لم يكن هناك تدخل عاجل.

وفي رفح، حيث تقول الأمم المتحدة إن عدد السكان ارتفع من 300 ألف إلى 1,5 مليون منذ تشرين الأول بسبب نزوح المدنيين هربًا من المعارك والقصف، يعيش النازحون حياة بائسة في انتظار هدنة محتملة، ويحاولون تجنب أكوام القمامة المتراكمة أثناء بحثهم اليومي عن الطعام.

وقال ماكغولدريك "لا أحد يجمع القمامة. بمحاذاة الخيام وعلى جوانب الطرقات هناك أكوام من الأوراق المستعملة والبلاستيك والعلب وبقايا الطعام وغيرها".

- "خطير للغاية" -
أدى الوضع الصحي المتفاقم في رفح وأماكن أخرى في قطاع غزة إلى ارتفاع حاد في معدلات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، وهو التهاب في الكبد ناجم عن فيروس ينتشر عن طريق البراز، ولا يهدد الحياة عادة.

وحذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في كانون الثاني من وجود 24 حالة مؤكدة إضافة إلى "عدة آلاف من الأشخاص المصابين باليرقان ربما بسبب التهاب الكبد الوبائي أ".

وأشار إلى احتمال انتشار أمراض أخرى مع تدهور الوضع.

وكتب عبر حسابه على منصة إكس "إن الظروف المعيشية غير الإنسانية بالكاد تسمح بتوفير مياه نظيفة ومراحيض نظيفة وإمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة وهذا سيساعد على انتشار التهاب الكبد أ بشكل أكبر ويسلط الضوء على مدى الخطر الذي تمثله البيئة لانتشار الأمراض".

أما حسن مصطفى الذي نزح من شمال غزة إلى رفح فيشير إلى المخاطر الصحية المتزايدة التي تثير الخوف في الخيام التي يعاني سكانها للحصول على الطعام والشراب.

ويقول لفرانس برس "هذه معاناة نعيشها يوما بيوم ولحظة بلحظة، نتمنى أن نعود إلى الحياة التي كنا نعيشها".

لكن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يرى أنه بدون وقف القتال لن يكون هناك الكثير مما يمكن للمنظمات الإنسانية أن تفعله لتحسين الوضع.

ويضيف "نظرًا لتوقف محطات الكهرباء عن العمل ولأن... أنظمة المياه والصرف الصحي معطلة أو بحاجة إلى إصلاح، ليس لدينا القدرة على توفير وضع أفضل مما هو عليه في الوقت الحالي".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium