النهار

في شمال غزة... فلسطينيّون يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على علبة تونة
المصدر: أ ف ب
في شمال غزة... فلسطينيّون يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على علبة تونة
إسقاط مساعدات إنسانية على قطاع غزة، غرب المدينة (25 آذار 2024، أ ف ب).
A+   A-
تواصل الطائرات إنزال رزم من المساعدات الإنسانية فوق أنقاض مدينة غزة التي دمرتها الحرب، على الرغم من مقتل وإصابة العديد من السكان خلال محاولتهم الوصول إليها على البر وفي البحر.

على الأرض، أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس رجالا وفتية جياعاً يركضون نحو الشاطئ عندما شاهدوا المظلات تسقط.

تدافع عشرات منهم للحصول على علب الطعام واحتشدوا فوق الكثبان الرملية بين قطع من الركام.

يقول محمد السبعاوي وهو يحمل كيسا شبه فارغ على كتفه وإلى جانبه فتى "الوضع سيء جدا، لا أكل ولا شرب، مجاعة تامة".

ويضيف "يضحكون علينا بعلبة تونة صغيرة، يذهب الإنسان ويموت في سبيل علبة تونة بربع دولار".

الثلثاء، أكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحركة حماس أن 18 شخصاً لقوا حتفهم بعد محاولتهم جمع مساعدات أنزلتها الطائرات في البحر وعلى الأرض في شمال قطاع غزة، داعية إلى "وقف إنزال المساعدات" جوا.

وقال المصدر إن 12 من بين القتلى "استشهدوا غرقاً قبالة محافظة شمال قطاع غزة حيث دخل (الإثنين) عشرات المواطنين الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر... كما استشهد 6 مواطنين آخرين نتيجة التدافع في أكثر من مكان حين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات ألقتها الطائرات بشكل خاطئ أيضاً في ظل المجاعة المستمرة".

وأشار المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أن عددا منهم قضوا "بعدما علقوا في حبال مظلات طرود المساعدات التي ألقتها الطائرات وسقطت في البحر".

وقال شاب آخر أثناء عودته إلى بيته في مدينة غزة مع قليل من الطعام "نحن أهالي غزة، ننتظر المظلات... نموت حتى نحصل على علبة الفول التي يأكلها 18 نفرا".

وتقول هيئات الإغاثة إن نسبة بسيطة من الإمدادات الضرورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة لسكان غزة وصلت منذ تشرين الأول في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من حدوث مجاعة في شمال القطاع بحلول أيار بدون تدخل عاجل.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فإن المساعدات التي تدخل قطاع غزة من طريق البر هي أقل بكثير مما قبل الحرب.

حاليا، يتم إدخال نحو 150 شاحنة يوميا مقابل 500 شاحنة قبل الحرب.

ومع تزايد حالة اليأس في صفوف السكان، لجأت عدة دول إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي خصوصا في شمال القطاع الذي يصعب الوصول إليه.

ونفذت كل الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص عمليات إنزال جوي للتخفيف من معاناة السكان الذين فضلوا البقاء في شمال القطاع ويعيشون اليوم بين أنقاض أكبر مدينة في القطاع المحاصر.

في وقت سابق من هذا الشهر، أشار اللفتنانت كولونيل في القوات الجوية الأميركية جيريمي أندرسون إلى أن ما تمكنوا من إنزاله لم يكن سوى "قطرة في بحر" مما هو مطلوب في إشارة إلى عدم كفاية عمليات الإنزال.

وتزايدت الدعوات لإسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات برا. لكن إسرائيل تلقي باللوم على الأمم المتحدة والأونروا لعدم توزيع المساعدات في الشمال.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد على "إزالة ما تبقى من عقبات" طالبا بالسماح بحرية تدفق المساعدات. وقال "هذا الكابوس يجب أن ينتهي".

اندلعت الحرب إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلًا معظمهم مدنيون. كما خُطف حينها نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا مصرعهم.

وردّاً على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس التي تعتبرها -- على غرار ما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -- منظمة إرهابية، وشنّت ضدّها عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الثلثاء ارتفاع حصيلة الحرب في القطاع إلى 32414 قتيلًا و74787 جريحًا معظمهم من الأطفال والنساء.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium