النهار

مجزرة مجمّع الشفاء تتكشّف فصولها... مَنْ مات قبل الآخر؟
المصدر: "النهار"
مجزرة مجمّع الشفاء تتكشّف فصولها... مَنْ مات قبل الآخر؟
محيط مجمع الشفاء تحول الى ركام
A+   A-

 ليس وحده مبنى مجمّع الشفاء الطبي الذي يعود بناؤه الى العام 1946، والذي احتضن آلاف الغزيين على مدى الحرب الأخيرة، يتحوّل الى أكوام من البارود والرماد والقطع المبعثرة.

ثمة ما يشبه الجثث؛ بعضها تعفن، وبعضها الآخر أصبح رماداً أو تحلّل وتحوّل إلى هياكل. ومع ذلك لا يزال الأهالي يبحثون عمن تبقى من أحبتهم، إذ تصرخ أم: "هذا ابني قميصه أبيض وبنطاله بني".

ويبكي المراسل الصحافي اسماعيل الغول، إذ توصل إلى حقيقة ملموسة في أن بقايا القتيل الذي رصدته عدسة الكاميرا يعود لشقيقه المفقود خالد. أما الطبيبة يسرى المقادمة، والتي كانت صامدة في المستشفى برفقة ابنها الطبيب الشاب أحمد وابنها الثاني بلال، فتأكد العثور على جثثهم، أبعد قليلاً من المستشفى، حيث وجدوا مكبلين بالقرب من "مول الكارفور". هناك كانت لأحلامهم أن تزهر في مدينة خضراء لم يتبقَّ منها سوى الرمال والجثث.

 
طابور الإعدام

حال الأحياء قاتم ممن نجوا من مجزرة المستشفى الأخيرة، والتي ذهب ضحيتها المئات. إذ تقول الطبيبة ميرا الصفدي التي نجت من "طابور" الذين أجبروا على الذهاب الى ساحة الإعدام: "وضعوا في يدي شارة صفراء. قالوا لي إنها لحمايتي من القناص، والغرض منها مراقبة كل من يضع مثل هذه الشارة، التي ما إن ينزعها حتى تأتيه رصاصة القنص الحتمية".

 

وقالت الطبيبة نفسها: "كانت هناك شارات حمراء تعني أن صاحبها مقعد أو مصاب".

 
الجيش الإسرائيلي

وباعتراف الجيش الإسرائيلي، فإنه " قتل 200 واعتقل 500 آخرين واحتجز نحو 900 للتحقيق خلال عمليته بالمجمع الطبي ومحيطه"، هذا قبل أن يغادر المكان بعد عملية اقتحام وحصار استمرت أسبوعين، بينما عثر على مئات الجثث داخل المجمع وفي المنطقة المحيطة به، ومن بينهم الأم الطبيبة مقادمة، والتي لا حيَّ يُخبر من قُتل قبل الآخر: هي أم ابناها الشابان الطبيبان.

 

وقبل ساعات من انسحاب القوات الإسرائيلية، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إسرائيل إلى فتح ممر إنساني إلى المجمع وتسهيل الوصول إليه بشكل عاجل حتى تتمكن المنظمة وشركاؤها من إجلاء المرضى وإنقاذهم.

 

 المكتب الإعلامي

وأفاد المكتب الإعلامي للمنظمة في بيان بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل وعذّب المئات من المرضى والنازحين والطواقم الطبية داخل مجمّع الشفاء الطبي وفي محيطه، وارتكب على مدار 13 يوماً من اقتحام المجمع جرائم تدمير وحرق واستهداف للمنازل.

اقرأ في النهار Premium