تستيقظ زهراء جودة دراج مبكرا كل صباح في رمضان لتأخذ حمارها والعربة التي يجرها إلى مكبات النفايات في بغداد لتستخرج علب الألمنيوم والزجاجات كي تبيعها مقابل بضعة دنانير.
كما تجمع زهراء، التي ترتدي حجابا أسود وقفازات ثقيلة تنبش بها في النفايات، الخضراوات الملقاة وسط أكوام القمامة لتطهوها في وقت لاحق أو تطعم بها الحمار.
فحياتها ليست سهلة، وما تجمعه يكفي لأن تتناول هي وزوجها وجبة بسيطة على الإفطار مكونة من حساء العدس والخبز الذي أعدته في المنزل.
والإيمان بالنسبة لزهراء هو مصدر قوتها.
وقالت وهي تستعد للصلاة في غرفة صغيرة تعيش فيه مع زوجها في شرق بغداد إن مصدر قوتها هو "إيماني وصلاتي".
ورغم الاحتياطيات الضخمة من النفط والغاز غير المستغلة والارتفاع المطرد في إنتاج وعائدات النفط، يعيش 22 بالمئة من سكان العراق، أي حوالي عشرة ملايين نسمة، تحت خط الفقر، وفقا لوزارة التخطيط.
وقالت الحكومة العام الماضي إنها ستنفق على توفير فرص عمل وإعادة بناء البنية التحتية بينما تتعافى البلاد من صراع استمر سنوات.
وقد يكون تحرك الحكومة بعد فوات الأوان بالنسبة لزهراء (51 عاما) وزوجها رزاق خضير (68 عاما) -والذي أصبح الآن مريضا جدا لدرجة أنه لا يستطيع العمل- بعدما مات أطفالهما الأربعة.
تقول زهرة "لم يكن لدينا المال لدفع تكاليف المستشفيات... لقد ماتوا جميعا لأننا لم نكن نملك المال لإطعامهم".