شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، خصوصا المناطق الوسطى، الجمعة، في وقت يتواصل تأهب الدولة العبرية إزاء تهديد إيران بالردّ على قصف قنصليتها في دمشق، توازيا مع اتصالات ديبلوماسية لنزع فتيل التصعيد الإقليمي.
الى ذلك، لا يزال الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون، ينتظرون رد كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح للتهدئة يهدف الى إرساء هدنة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأفاد مكتب الاعلام الحكومي التابع لحماس الجمعة بأن الطيران الإسرائيلي شنّ عشرات الغارات خلال الليل على مختلف مناطق القطاع، خصوصا النصيرات والمغراقة والمغازي في وسطه.
وقُتل 25 شخصا على الأقل في غارة طالت منزل عائلة الطباطيبي في حي الدرج في مدينة غزة، وفق قريب لهم. وبذلك تكون هذه العائلة قد فقدت 60 من أبنائها بعد استهدافهم بغارة في 15 آذار أوقعت 35 قتيلا.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي قام بتفجير عشرات المنازل والمباني السكنية بعد تفخيخها في مخيم النصيرات للاجئين.
وأكد محمد الريس (61 عاما) أن القصف الجوي والمدفعي طال النصيرات "طوال الليل... هربنا في الصباح ولا مكان نذهب إليه. هذه سادس مرة ننزح فيها".
وأفاد بيان للوزارة بأنه خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، سُجّل مقتل 89 شخصا، مشيرا إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76214 جريحا جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن طائراته المقاتلة استهدفت أكثر من "60 هدفا" تشمل منصات إطلاق صواريخ ومنشآت عسكرية لحماس.
وكان الجيش أعلن أنه بدأ ليل الأربعاء الخميس "حملة عسكرية مباغتة في وسط قطاع غزة"، نفّذ من خلالها ضربات جوية على بنى تحتية يقول إنها لحماس.
والجمعة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الجناحين العسكريين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي على خلفية أعمال عنف جنسي "واسعة النطاق" ارتُكتب خلال هجوم 7 تشرين الأول.
أ ف ب - عين على إيران - بعد دخول الحرب شهرها السابع، زادت في الأيام الماضية المخاوف من بلوغ التصعيد مستوى غير مسبوق، مع توعّد إيران بالردّ على قصف مبنى قنصليتها في دمشق في الأول من نيسان.
واتهمت طهران عدوها اللدود إسرائيل بتنفيذ الضربة التي أدت الى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابطان كبيران. وتوّعد كبار المسؤولين، يتقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الدولة العبرية بـ"معاقبتها".
وشددت إسرائيل التي لم تتبن الضربة، على أنها ستردّ على أي استهداف إيراني، بينما أكدت حليفتها واشنطن دعمها في مواجهة أي تهديد.
وبينما أعلنت واشنطن تقييد حركة ديبلوماسييها في إسرائيل بسبب المخاوف الأمنية، وصل قائد القيادة المركزية الأميركية ("سنتكوم") الجنرال إريك كوريلا الى الدولة العبرية الخميس للقاء مسؤولين عسكريين.
والجمعة شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان "جنبا إلى جنب" في مواجهة إيران.
وقال في بيان عقب لقائه كوريلا "أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا".
وشدد غالانت في اتصال بنظيره الأميركي لويد أوستن أن "إسرائيل لن تتساهل مع ضربة إيرانية ضد أراضيها".
وحذّر وزير الخارجية يسرائيل كاتس من أنه "اذا قامت إيران بهجوم من أراضيها ستردّ إسرائيل وتهاجم إيران".
إلى ذلك قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "لا زلنا نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق" وتنوي الولايات المتخذة "بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها".
أ ف ب - اتصالات ديبلوماسية - من جهتها، جددت إيران الخميس تأكيد حتمية الرد على الضربة في دمشق.
وقال وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان "عندما يُقدم النظام الصهيوني، مخالفا القانون الدولي واتفاقيات فيينا، على انتهاك كامل لحصانة الأفراد والمقار الديبلوماسية، يصبح الدفاع المشروع ضرورة".
وتلقى أمير عبداللهيان في الأيام الماضية سلسلة اتصالات من نظرائه في دول عدة منها ألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر، تمحورت على خفض التوتر.
وأكدت الخارجية الأميركية ليل الخميس أن الوزير أنتوني بلينكن تواصل مع عدد من نظرائه بمن فيهم الصيني واني يي والسعودي فيصل بن فرحان، لحضّ إيران على تجنب "التصعيد".
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ الجمعة أن "الصين ستواصل أداء دور بنّاء في الشرق الأوسط... والمساهمة في تهدئة الوضع. على الطرف الأميركي خصوصا أن يؤدي دورا بنّاء".
وفي ظل المخاوف من تصعيد واسع، نصح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه مواطنيه "بضرورة الامتناع عن التوجه إلى إيران وإسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية".
- دخول رفح - اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري، ما أدى الى مقتل 33634 شخصا في القطاع غالبيتهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس صدرت الجمعة.
كذلك، خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
ويلوّح نتنياهو منذ أسابيع بشنّ هجوم بري على رفح قرب الحدود المصرية "للقضاء" على حماس، مثيرا مخاوف على مصير المدنيين، اذ تؤكد الأمم المتحدة أن المدينة باتت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون شخص نزح معظمهم من مناطق أخرى في القطاع.
وعلى صعيد المفاوضات، لم يُعلن حتى الجمعة عن رد من حماس أو إسرائيل على مقترح هدنة عرضه الوسطاء الأحد، في ظل ضغوط دولية على الطرفين المتمسكين بمطالبهما.
وينص المقترح على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين إلى شمال غزة، بحسب حماس.
وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل قطاع غزة والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات في وقت تقول الأمم المتحدة إن جميع السكان وعددهم نحو 2,4 مليوني شخص يتضورون جوعا.
الجيش الإسرائيلي الذي يفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة ويتحكم بمعابره، أعلن الجمعة أنه سمح الخميس بدخول عدد لم يحدده من شاحنات المساعدات من معبر كرم أبو سالم.