وصل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر، اليوم الثلثاء، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه مقاليد الحكم في كانون الأول الماضي.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، قام أمير الكويت، الذي تولى قيادة البلاد خلفا لأخيه الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، بزيارات مماثلة لكل دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأردن.
وأكد سفير الكويت في مصر غانم الغانم أهمية هذه "الزيارة التاريخية" مشيرا إلى أن أمير الكويت سيلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال الغانم لوكالة الأنباء الكويتية إن الزيارة "من شأنها أن تعطي دفعة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع".
وكان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح زار مصر مرتين عندما كان وليا للعهد ممثلا لأمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الأولى في 2022 للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 27) والثانية في 2023 لحضور (قمة القاهرة للسلام).
وتعود العلاقات بين الكويت ومصر إلى ما قبل استقلال الكويت في 1961، حيث دأب البلدان على تنسيق مواقفهما على المستويين الدولي والإقليمي.
وكانت مشاركة الكويت بلواء اليرموك الذي مثل ثلث القوة العسكرية الكويتية آنذاك في حرب مصر ضد إسرائيل عام 1973 علامة بارزة في تاريخ البلدين.
كذلك كانت مشاركة مصر عسكريا في تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1990، ضمن التحالف الذي قادته الولايات المتحدة علامة بارزة أخرى.
ويوجد في الكويت حاليا جالية مصرية تصل إلى نحو 700 ألف شخص، كما يوجد أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة كويتيين يدرسون بالجامعات المصرية.
وعلى مدى عقود ساهم الصندوق الكويتي للتنمية في تنفيذ العديد من المشاريع في مصر عبر 54 قرضا بلغت قيمتها 3.75 مليارات دولار، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا، بينما تبلغ الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة في مصر نحو 15 مليار دولار، والاستثمارات المصرية بالكويت 1.1 مليار دولار.
وأشار السفير الغانم إلى "تطابق مواقف قيادتي البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية كافة لا سيما القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان وحشي مستمر للشهر السابع على التوالي".
وشدد على أن الزيارة تؤكد حرص القيادة الكويتية على توثيق التواصل والتشاور بين الكويت والقاهرة حول مستجدات الأحداث إقليميا ودوليا إلى جانب بحث القضايا محل الاهتمام المشترك وتطوير العلاقات الثنائية.
ومن المتوقع أن يحافظ الشيخ مشعل الأحمد على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية كما هي، ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له.
كان مصدر كويتي قال لرويترز عند تولي الأمير الجديد قيادة البلاد إن الشيخ مشعل "يرغب في الاستقرار ويؤكد أهمية علاقة الكويت مع السعودية بشكل خاص"، مضيفا أن أمير الكويت الجديد قلق إزاء الوضع في المنطقة.
وتؤكد الكويت دائما على دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع إسرائيل.