النهار

وفد من "حماس" في القاهرة... إعلام مصري: تقدم ملحوظ في المفاوضات حول اتفاق الهدنة والتبادل
المصدر: "أ ف ب"
وفد من "حماس" في القاهرة... إعلام مصري: تقدم ملحوظ في المفاوضات حول اتفاق الهدنة والتبادل
متطوعون محليون من المطبخ المركزي العالمي يطبخون وجبات ليتم توزيعها على الفلسطينيين المحتاجين في رفح بجنوب قطاع غزة (3 أيار 2024 - أ ف ب).
A+   A-
أكد مصدر رفيع المستوى، اليوم السبت، أن وفد حركة "حماس" وصل إلى مصر، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات.

وكشف المصدر لـ"القاهرة الإخبارية" أن الوفد الأمني المصري يصل إلى صيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخلاف.
 
وكان وفد من حركة "حماس" وصل اليوم السبت إلى القاهرة لاستئناف مباحثات وقف إطلاق النار في غزة حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على مدينة رفح رغم تحذيرات واشنطن والأمم المتحدة.

وأفادت معلومات عن توجه وفد قطري إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل، وذلك بعد أنباء عن توجه وفد من الحركة إلى العاصمة المصرية لاستكمال المباحثات.

يأتي ذلك بالتزامن مع حديث إعلام إسرائيلي عن وصول مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى مصر أمس الجمعة للمشاركة في محادثات صفقة التبادل.
 
 
 
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الجمعة أنّ "الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار هي حماس"، بعدما كان دعا الحركة إلى القبول بالمقترح "السخي جداً" بحسبه الذي قدمته الدولة العبرية.

وأعلنت الحركة في بيان ليل الجمعة أنها تدرس المقترح "بروح إجابية".

وأضافت أنه "في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه السبت وفد حركة "حماس" إلى القاهرة لاستكمال المباحثات".

وشدّدت "حماس" في البيان: "إننا عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة" تتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
 
 
 
وأفاد مسؤول كبير في "حماس" بأنّ الوفد سيكون برئاسة القيادي البارز في الحركة خليل الحية.

وذكر موقع "أكسيوس" أنّ رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل مساء الجمعة إلى العاصمة المصرية، ما يشير إلى أنّ ساعة القرارات الأساسية حانت بعد أشهر من المفاوضات.

وينتظر الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، منذ حوالى أسبوع ردّاً من "حماس" على المقترح الذي قدمته إسرائيل في نهاية نيسان ويشمل وقفاً للنار في غزة لمدّة 40 يوماً وتبادل عشرات الرهائن الذي خطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم حركة "حماس" غير المسبوق، مع عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين.

- "مع اتفاق أو من دونه" -
إلّا أنّ حماس التي تحكم غزة منذ 2007، متمسكة بمطالبها وأهمهما "وقف نهائي لإطلاق النّار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل.
 
 
 
وتتوعّد الدولة العبرية بشن هجوم بري على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع المحاصر والمكتظة بحوالى 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك، فيما يؤكد نتنياهو عزمه على مهاجمتها "للقضاء" على آخر كتائب حماس.

وقال نتنياهو الخميس: "سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح"، بعدما توعّد سابقاً بشن هجوم بري "مع اتفاق أو من دونه"، في إشارة إلى الهدنة.

واعتبر عضو المكتب السياسي لـ"حماس" حسام بدران أنّ تصريحات نتنياهو هدفها "إفشال أي إمكان لعقد اتفاق".

وأفادت مصادر استشفائية ليل الجمعة السبت عن ضربات إسرائيلية على رفح وكذلك على مدينة خان يونس المجاورة المدمرة إثر هجوم بري إسرائيلي معارك عنيفة مع حماس.

- "حمام دم" -
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر مصرية أنّ إسرائيل تمهل المفاوضات أسبوعاً إضافيّاً للتوصل إلى هدنة، وإلّا فإنّها ستباشر الهجوم على رفح.

وأبدت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، مراراً معارضتها لمثل هذا الهجوم.

وقال بلينكن مساء الجمعة إنّ إسرائيل لم تقدم "خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين" في رفح، محذراً بأنّه "في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".
 
 

كذلك حذر المدير العام لـ"منظمة الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة بأن "عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح قد تؤدي إلى حمام دم"، في وقت تعد المنظمة تحسباً لذلك خطة طوارئ "لمواجهة تزايد في أعداد الجرحى والقتلى".

وفي جنيف، قال ممثل "منظمة الصحة العالمية" في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن إن "خطة الطوارئ هذه هي مجرد ضمادة"، مشدّداً على أنّ "النظام الصحي المتعثر لن يكون قادراً على تحمل حجم الدمار المحتمل الذي قد يسبّبه التوغل".

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانيّة الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقاً نظراً إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة.
 
 
في مواجهة الصعوبات في إيصال المساعدات برا، تشارك دول عدة في إنزال مواد غذائية جوّا في غزة. كما تعمل الولايات المتحدة على بناء رصيف بحريّ عائم قبالة سواحل غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

- "ما ذنبهم؟" -
وتشهد الولايات المتحدة وضعاً متوتراً مع انتشار التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمعارضة للحرب في قطاع غزة في الجامعات الأميركية.

وفي ظل هذا الوضع، حضّ 88 ديموقراطياً في مجلس النواب الأميركي الجمعة الرئيس جو بايدن في رسالة سلمت إلى البيت الأبيض على النظر في وقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا لم تبدل الحكومة الإسرائيلية إدارتها لحربها مع حركة "حماس" في قطاع غزة.
 
 

واندلعت الحرب مع شن حركة حماس في السابع من تشرين الأول هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين، كان آخرهم درور أور، أحد سكان كيبوتس بئيري والذي أعلنت إسرائيل وفاته الجمعة.
 
 
وردّت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على "حماس" وهي تنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34622 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في حكومة "حماس".

وعثر الجمعة في أحد أحياء رفح على عدة جثث بينها جثث أطفال، تحت أنقاض منزل عائلة شاهين الذي استهدفته غارة إسرائيلية قبل الفجر.

وفقدت سناء زعرب أختها وستة من بنات وأبناء إخوتها في هذا القصف، وقالت "ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ ماذا فعلوا ليتسببوا في قصف المبنى؟ هؤلاء الأطفال كانوا نائمين... لا نريد مساعدات بل نريد وقفاً دائماً لإطلاق النار".




الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium