النهار

1.1 مليون فلسطيني في غزة يعانون مستويات جوع كارثيّة... تفاصيل الأزمة الإنسانيّة في القطاع
المصدر: رويترز
1.1 مليون فلسطيني في غزة يعانون مستويات جوع كارثيّة... تفاصيل الأزمة الإنسانيّة في القطاع
رجل يمر وسط قمامة متراكمة في خزان عاطل لمياه الأمطار، الامر الذي يجذب البعوض والحشرات، بما يشكل خطرا صحيا على المنطقة بمدينة غزة (3 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
يعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية متفاقمة بعد نحو سبعة أشهر من العملية العسكرية المدمرة التي شنتها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 شخص، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

وتأكد مقتل ما يزيد على 34600 شخص في الهجوم الإسرائيلي الذي دمر مساحات واسعة من القطاع، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فضلا عن مخاوف من وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض.

وفي ما يلي بعض تفاصيل الوضع الإنساني:

النزوح والمأوى
تقدر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75 بالمئة من السكان، تركوا بيوتهم وانتقلوا إلى أماكن أخرى داخل غزة، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.

ولاذ كثيرون بمدينة رفح على الحدود مع مصر حيث تهدد إسرائيل منذ شهور بشن هجوم الأمر الذي أذكى المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.

ويتكدس النازحون في ملاجئ داخل أو بالقرب من مرافق الأونروا مثل المدارس، وفي خيام موقتة أو منازل لم تدمر تماما في الحرب.

وأظهر تقييم مبدئي للأضرار أصدره البنك الدولي في آذار أن الصراع أسفر عن إتلاف أو تدمير نحو 290820 وحدة سكنية، أو ما يعادل 62 بالمئة من جميع منازل القطاع.

ويقدر مسؤول بدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أن إزالة تلك الكمية الهائلة من الأنقاض بما في ذلك الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق نحو 14 عاما.

مجاعة تلوح في الأفق
ذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 1.1 مليون شخص في غزة يعانون من مستويات جوع كارثية. والأوضاع أكثر سوءا في الشمال.

ولم يسبق أن أعلنت أي منظمة تابعة للأمم المتحدة رسميا وجود مجاعة في غزة إذ أن مثل هذا الإعلان يعتمد على مجموعة من المعايير لقياس مدى الجوع الذي يعاني منه السكان ثم يتم تقييمه من خلال التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي، وهي مبادرة من أكثر من 12 منظمة تابعة للأمم المتحدة وهيئات إقليمية وجماعات إغاثة.

غير أن المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين قالت لشبكة "إن.بي.سي نيوز" إن هناك الآن "مجاعة كاملة" في شمال غزة.

وفي مقتطفات من مقابلة سيتم بثها اليوم الأحد في برنامج "واجه الصحافة"، أضافت مكين أنها تأمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى يمكن تسليم مزيد من المساعدات بشكل أسرع.

وقالت "توجد مجاعة، مجاعة كاملة في الشمال، وهي في طريقها نحو الجنوب. لذا فإن ما نطلبه وما نطالب به باستمرار هو وقف إطلاق النار والقدرة على إدخال (المساعدات) دون قيود".

تأتي هذه التعليقات بعد أن قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في 25  نيسان إن إدخال المزيد من المساعدات ضروري لتفادي حدوث مجاعة في شمال غزة، رغم ما وصفه بزيادة طفيفة في عمليات التسليم وبعض التقدم في إمكانية الوصول إلى ذلك الجزء من القطاع.

وأفادت وزارة الصحة في غزة في 25 نيسان بأن 28 طفلا على الأقل، معظمهم لم تتجاوز أعمارهم 12 شهرا، توفوا منذ شباط نتيجة سوء التغذية والجفاف.

وأشارت منظمة الصحة العالمية في تقرير يغطي الفترة حتى 20 نيسان إلى أن ما بين 16 و25 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و59 شهرا في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، ويعاني ما بين اثنين إلى أربعة بالمئة منهم من سوء التغذية الحاد الشديد.
 
وأضافت المنظمة أن ما بين ثلاثة إلى سبعة بالمئة من الأطفال في جنوب غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأعيد تشغيل أربعة مخابز في شمال غزة بنهاية نيسان بدعم من برنامج الأغذية العالمي، في ما وصفته الأونروا بقطرة في محيط.

وقالت سيغريد كاغ منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة في 24 نيسان إن ندرة الغذاء وغيره من السلع الضرورية أدت إلى انهيار النظام العام، كما أنه لا وجود لسيادة القانون.

الضغط على إسرائيل للسماح بمزيد من المساعدات
تواجه إسرائيل التي فرضت حصارا كاملا على غزة في الأيام الأولى من الحرب ضغوطا دولية متزايدة بما في ذلك من حليفتها الولايات المتحدة للسماح بدخول مزيد من المساعدات.

وتصاعدت الضغوط الأميركية بعد هجوم إسرائيلي في الأول من نيسان أدى إلى مقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة وورلد سنترال كيتشن.

وتفحص إسرائيل جميع شحنات المساعدات قبل دخولها إلى غزة.

وتعهدت إسرائيل في أوائل نيسان بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات، لا سيما إلى شمال غزة، وقررت إعادة فتح معبر إيريز والسماح باستخدام ميناء أسدود. وأعلن الجيش الإسرائيلي في 28 نيسان أنه سيتم زيادة حجم المساعدات التي تدخل غزة في الأيام المقبلة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 29 نيسان إنه تم إحراز "تقدم ملموس" على صعيد الوضع الإنساني. لكنه أوضح أن هذا التقدم ليس بالقدر الكافي، وأنه سيضغط على المسؤولين الإسرائيليين لبذل المزيد من الجهد.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في  آذار إن إسرائيل تسبب المجاعة عمدا في غزة وتستخدمها سلاحا في الحرب. ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي هذا الاتهام قائلا إنه تم السماح بدخول "الكثير من المساعدات الإنسانية".

واتهمت إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، كما ألقت باللوم على وكالات الأمم المتحدة، ووصفتها بأنها غير فعالة.

وتشيد الولايات المتحدة رصيفا بحريا على ساحل غزة لتوصيل المساعدات، رغم أن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إنه لا يمكن أن يكون بديلا عن الطرق البرية من إسرائيل إلى غزة.
 
وأنزلت الولايات المتحدة وبعض حلفائها المساعدات جوا على القطاع. وغرق أو قُتل بعض الفلسطينيين في أثناء محاولة الوصول إلى المساعدات التي أسقطتها الطائرات.

الأمراض تتفشى وسط نظام صحي مدمر
قالت كاغ في 24  نيسان إن البنية التحتية الصحية في غزة دُمرت. والمستشفيات القليلة التي لا تزال موجودة تكافح من أجل العمل بسبب النقص الحاد في الإمدادات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وأضافت "مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تهدد الأمراض المعدية باجتياح غزة".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 11 مستشفى فقط تعمل جزئيا من أصل 36 مستشفى في غزة، خمسة في الشمال وستة في الجنوب. وأقام مانحون ستة مستشفيات ميدانية في جنوب غزة.

وتقول الأونروا إنه اعتبارا من 18 نيسان، كانت ثمانية مراكز صحية تعمل من أصل 24 مركزا صحيا تديرها الوكالة في القطاع.

وفي لمحة عن الوضع المزري، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أعدادا كبيرة من مرضى الالتهاب الكبدي والأمراض الجلدية والإسهال تتدفق يوميا على نقطتين طبيتين قرب أكبر موقع للنازحين في شرق خان يونس وأنه تبين وجود انخفاض حاد في الإمدادات الطبية خلال زيارة لمسؤولي الأمم المتحدة في التاسع من نيسان.

وقالت المنظمة إن ما يقدر بنحو تسعة آلاف مريض في حالة حرجة بحاجة إلى الإجلاء من غزة.

المياه والصرف صحي
كانت غزة تعاني من أزمة مياه قبل سنوات من تفجر الصراع الأحدث. وتفاقمت الأزمة بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب.

وحذرت منظمات الإغاثة في شباط من أن غالبية الناس لا يحصلون على مياه شرب نظيفة وأن خدمات الصرف الصحي غير فعالة تماما، إذ لا يعمل أي من أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي.

وكان تفشي الإسهال والالتهاب الكبدي الوبائي (إيه) من بين المؤشرات الى تدهور خدمات المياه والصرف الصحي. وحثت منظمات الإغاثة على توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات المياه والصرف الصحي الضرورية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium