النهار

"الجزيرة"... القناة التي أغضبت إسرائيل
مكاتب "الجزيرة" في رام الله بالضفة الغربية المحتلة (5 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
لطالما أثارت قناة "الجزيرة"، وهي شبكة إخبارية مقرها قطر واتُخذ قرار بإغلاقها في إسرائيل الأحد، غضب الدولة العبرية، خصوصاً بعدما سلّطت تغطيتها للحرب في غزة الضوء على محنة الفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن حكومته صوّتت "بالإجماع" الأحد على إغلاق قناة الجزيرة في الدولة العبرية، وهي من وسائل الإعلام القليلة التي لا تزال تعمل في قطاع غزة المحاصر، مستنداً بذلك إلى قانون طوارئ صدر أخيرا.

وفي ما يلي خمسة أشياء يجب معرفتها الشبكة الإخبارية العملاقة، والتي خصّها نتنياهو بالذكر في أحدث جولة من الخلاف الطويل الأمد معها والذي بدأ قبل وقت طويل من الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة عقب هجوم السابع من تشرين الأول الماضي.

- التأسيس -
انطلقت قناة الجزيرة من العاصمة القطرية الدوحة في العام 1996 بمرسوم أصدره أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وبينما نص المرسوم على أن تكون القناة "مستقلة تماماً عن كل المؤثرات"، فقد قدّم أيضاً قرضاً حكومياً بقيمة 150 مليون دولار "لإنشائها وتغطية تكاليف تشغيلها لمدة خمس سنوات".

ورغم أن شبكة الجزيرة الإعلامية هي تكتل إعلامي خاص، فقد احتفظت المحطة بتمويل حكومي قطري جزئي، وهو ما يتم الاستشهاد به غالباً في مسائل استقلاليتها التحريرية عن الدوحة.

وبرزت القناة على الفور كمنافس لعمالقة الإعلام العالمي، لكن تغطيتها المفتوحة باعتبارها "أول قناة إخبارية مستقلة في العالم العربي" كما تصف نفسها، أثارت أيضاً سلسلة من النزاعات القانونية في المنطقة في السنوات الأولى.

- امتداد عالمي -
تقول القناة إنها تعمل في 95 دولة ولديها 70 مكتباً قائماً ويعمل بها ثلاثة آلاف موظف وتصل إلى جمهور عالمي في 430 مليون منزل.

وفي العام 2006، استحدثت الجزيرة التي كانت ناطقة بالعربية فقط، قناة باللغة الإنكليزية. وللقناتين الرئيسيتين للشبكة خطان تحريريان مختلفان بشكل واضح، إذ تواجه البرامج الناطقة باللغة العربية انتقادات متكررة من داخل المنطقة وخارجها.

وتتضمن الشبكة أيضاً قناة بثّ حيّ للشؤون العامة اليومية (الجزيرة مباشر) ومنصّة "AJ+" الرقمية عبر الإنترنت التي تستهدف جمهور الشباب وتحفز المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

- الربيع العربي -
عندما اجتاحت موجة الانتفاضات الشعبية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 2011، كان يُنظر إلى قناة الجزيرة على أنها وسيلة رئيسية للرأي العام، لأنها أعطت مساحة بث غير مسبوق لجماعات المعارضة، وأبرزها جماعة الإخوان المسلمين.

رفضت الشبكة مراراً أي اتهام لها بالتحيز في تغطيتها. وواجهت ضغوطاً من الحكومات في كل أنحاء المنطقة، وأصبحت محور الخلاف بين القاهرة والدوحة بعد الإطاحة العسكرية بالرئيس المصري الإخواني محمد مرسي في العام 2013.

اعتبرتها القاهرة حينها لسان حال حركة مرسي الإسلامية، واعتقلت السلطات المصرية ثلاثة صحافيين من قناة الجزيرة، من بينهم الأسترالي بيتر غريستي، ما أثار إدانة دولية.

- حصار قطر -
في العام 2017، فرض جيران قطر، بقيادة السعودية، حصاراً ديبلوماسياً واقتصادياً لمدة ثلاث سنوات على الدولة الخليجية الغنية بالغاز.

وبالإضافة إلى مطالبة قطر بقطع العلاقات بجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وخفض مستوى العلاقات بإيران، دعت الدول المقاطعة أيضاً إلى إغلاق قناة الجزيرة وكل المؤسسات التابعة لها.

وصفت القناة الضغط بأنه محاولة "لإسكات حرية التعبير".

- حرب غزة -
منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول، بثت قناة الجزيرة تقارير ميدانية متواصلة عن تأثير الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وكان نقلها المباشر وبرامجها المتواصلة من بين الأكثر متابعة في الشرق الأوسط، وسط خيبة أمل واسعة النطاق من التغطية الإعلامية الغربية.

والشهر الماضي وصف نتنياهو  قناة الجزيرة بأنها "قناة إرهابية"، قائلاً إنه "سيتحرك فوراً وفقاً للقانون الجديد لوقف أنشطة القناة".

ورداً على ذلك، وصفت الجزيرة الحظر المحتمل حينها على أنه يأتي "ضمن سلسلة من التعديات الإسرائيلية الممنهجة لإسكات الجزيرة، بما في ذلك اغتيال مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وقتل صحافييها سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة والاستهداف المتعمد لعدد من صحافيي الجزيرة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان".

ومنذ بدء الحرب في غزة، تعرض مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية للقصف وقُتل اثنان من مراسليها.

وفي كانون الثاني، قالت إسرائيل إن صحافياً من طاقم قناة الجزيرة وموظفاً مستقلاً قُتلا في غارة جوية في غزة هما "عميلان إرهابيان".

وفي الشهر التالي، اتهمت صحافياً آخر في القناة أصيب في غارة منفصلة بأنه "نائب قائد سرية" في حماس.

ونفت الجزيرة بشدة مزاعم إسرائيل واتهمتها باستهداف موظفي الجزيرة في قطاع غزة بشكل منهجي.

وأصيب مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح في غارة إسرائيلية في كانون الأول أدت إلى مقتل مصور في الشبكة.

وقُتلت زوجة الدحدوح واثنان من أبنائهما وحفيده في قصف في تشرين الأول على مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة.

وكان ابنه الأكبر هو الصحافي العامل في قناة الجزيرة الذي قُتل في كانون الثاني عندما استهدفت غارة سيارة في رفح.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium