النهار

غارات إسرائيليّة "مستهدفة" في رفح... ومفاوضات "الفرصة الأخيرة" في القاهرة
المصدر: أ ف ب
غارات إسرائيليّة "مستهدفة" في رفح... ومفاوضات "الفرصة الأخيرة" في القاهرة
عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني وسكان محليون يقومون بإجلاء جريح من منزل القادري المدمر في رفح جنوب قطاع غزة (7 ايار 2024، أ ف ب).
A+   A-
شنّ الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء غارات جوية على مدينة رفح الفلسطينية المكتظة التي يهدد بتنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق فيها في وقت تجري في القاهرة مفاوضات "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي القاهرة تستأنف المفاوضات بحضور وفد إسرائيلي وممثلين لحركة حماس بالإضافة إلى وسطاء قطريين وأميركيين ومصريين، بحسب قناة "القاهرة الإخبارية" المقرّبة من الاستخبارات المصرية.
 
ويأتي ذلك فيما أكد مسؤول إسرائيلي لوكالة "فرانس برس" الأربعاء أنّ مباحثات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس تناولت إمكان وقف الهجوم العسكري على رفح مقابل إطلاق سراح الرهائن لدى حماس.

ورغم التحذيرات والضغوط الدولية من أجل التوصل إلى هدنة، ما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصمما على شن هجوم بري على رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر، آخر معقل لحركة حماس التي توعّدت إسرائيل بالقضاء عليها.
 
ونشر الجيش الإسرائيلي دباباته حيث سيطر على المعبر الحدودي مع مصر، ممّا أدّى إلى قطع الممر الرئيسي لقوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقبل ذلك، دعا الجيش الإسرائيلي سكان المناطق الشرقية من المدينة إلى إخلائها والتوجّه نحو "مناطق إنسانية" قال إنه أقامها في المواصي شمال شرق المدينة.

وفي هذه الأثناء، قال الجيش في بيان "بناء على معلومات استخباراتية عن إرهابيين ينشطون في المنطقة، تشنّ القوات الإسرائيلية غارات مستهدفة على الجانب الغزاوي من معبر رفح في الجزء الشرقي من رفح".

وأضاف أنّه "تم القضاء على عدد من الإرهابيين خلال اشتباكات" منذ اليوم السابق، فيما اكتشف الجنود "فتحات أنفاق" ودمّروها.
 
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجو ضرب "أكثر من 100 هدف" تابع للفصائل المسلّحة في مختلف أنحاء القطاع.

وخلال الليل، انتُشل جرحى وجثث في رفح من تحت أنقاض المنازل التي دمّرتها عمليات القصف.

وقال مهند أحمد قشطة (29 عاما) وهو من سكان رفح "نعيش في مدينة رفح أجواء مريبة جدا وخوفا شديدا وقلقا (...) حيث يقوم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف المدفعية بشكل عشوائي في مناطق البلد وحي الجنينة وكافة المناطق الشرقية للمدينة".

وأضاف "حتى المناطق التي يعتبرها الجيش الإسرائيلي آمنة تتعرّض للقصف".

ونفّذت حماس هجوما غير مسبوق في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفّي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وتعهّدت إسرائيل ردا على الهجوم "القضاء" على حماس. وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بسقوط 34844 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتسببت الحرب في أزمة إنسانية كارثية في قطاع غزة الذي كان يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وأدى إلى حدوث حالات مجاعة في شماله وفقا للأمم المتحدة، ودمار هائل.

والأربعاء، وتحت ضغط الولايات المتحدة، أعلنت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه عقب هجوم صاروخي أدى إلى مقتل وجرح أربعة جنود.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان مشترك مع "كوغات" (وحدة تنسيق أعمال الحكومة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية والتي تشرف على ادخال المساعدات) "تصل الشاحنات الآتية من مصر إلى المعبر"، مشيرا الى انها "تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية التي تبرع بها المجتمع الدولي".

من جهتها، أعلنت جولييت توما المتحدثة باسم الاونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) "أن معبر كرم ابو سالم غير مفتوح".
 
أ ف ب
- غارات في رفح وغزة -
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إنه "بعد تفتيش المساعدات سيتم نقلها إلى جانب غزة من المعبر". وذكر البيان أن معبر إيريز الآخر يواصل العمل لإيصال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.

وكانت الولايات المتحدة اعتبرت الثلثاء أن إغلاق إسرائيل لمعبري رفح وكرم أبو سالم الأساسيين لدخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة هو أمر "غير مقبول".

وأعلن مسؤول أميركي أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت الدولة العبرية في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.

وبحسب الأمم المتحدة، يتكدّس 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون، في رفح التي كان عدد سكانها حوالى 250 ألف نسمة قبل الحرب.

ويخشى المجتمع الدولي على السكان في حال تنفيذ إسرائيل هجوما، مع تحذير الأمم المتحدة من "حمام دم". ودعت قطر الأربعاء المجتمع الدولي إلى التحرك لمنع وقوع "إبادة جماعية" في رفح.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء إلى "الامتثال الصارم" للقانون الإنساني الدولي في ما يتعلق بالتوغل الإسرائيلي في رفح قائلة إنه "عامل مزعزع للاستقرار".

وبعد استجابة آلاف الفلسطينيين لأوامر إسرائيل بمغادرة شرق رفح، واصلت القوات الإسرائيلية قصف هذه المدينة وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الاستراتيجي لنقل المساعدات الإنسانية قبل إغلاقه، قائلة إنها تنفذ "ضربات محددة الأهداف" في المنطقة.

وقُتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجروح في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة في بناية سكنية لعائلة اللوح في حيّ الزيتون شرقي مدينة غزة، بحسب ما أعلن المستشفى المعمداني.

وبحسب المستشفى فإنّ القتلى السبعة هم رجل وزوجته وأبناؤهما الخمسة.

وأفاد شهود عيان عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الاسرائيلي والمقاومين الفلسطينيين شرق مدينة رفح.

وكثّفت الطائرات الحربية غاراتها على مناطق متفرقة من المدينة واستهداف عدد كبير من المنازل والأبراج السكنية في شرق رفح.

وقال مهند أحمد قشطة (29 عاما) وهو من سكان رفح "نعيش في مدينة رفح أجواء مريبة جدا وخوفا شديدا وقلقا (...) حيث يقوم جيش الاحتلال بإطلاق قذائف المدفعية بشكل عشوائي في مناطق البلد وحي الجنينة وكافة المناطق الشرقية للمدينة".

من جهته، قال الجيش في بيان "بناء على معلومات استخباراتية عن إرهابيين ينشطون في المنطقة، تشنّ القوات الإسرائيلية غارات مستهدفة على الجانب الغزاوي من معبر رفح في الجزء الشرقي من رفح".

- "جولة حاسمة" -
وبهدف التوصل إلى هدنة وتجنب "حمام دم" في رفح في حال وقوع هجوم، يسعى الوسطاء إلى إيجاد أرضية مشتركة بين حماس وإسرائيل.

والأربعاء، قال مصدر في حماس لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن "المقاومة مصرّة على مطالب شعبها المحقة ولن تتنازل عن اي حق من حقوق شعبنا. بعد قليل ستبدأ المفاوضات في القاهرة (...) وستكون هذه الجولة حاسمة".

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أعطى الوفد الإسرائيلي تعليمات بأن يكون "حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج" عن الرهائن، و"المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل".

وقال مسؤول في حماس إن محادثات القاهرة قد تكون "الفرصة الأخيرة" لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأوضح القيادي في حماس خليل الحية لقناة "الجزيرة" القطرية أنّ المقترح يتضمّن ثلاث مراحل، مدة كلّ منها من 42 يوما، "بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار"، مضيفا أنّ الصيغة تشمل "انسحابا كاملا من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى".

لكن إسرائيل قالت إن المقترح الذي وافقت عليه حماس "بعيد عن المطالب الإسرائيلية".

وترفض إسرائيل الانسحاب الكامل لقواتها من غزة والوقف الدائم لإطلاق النار، قائلة إن الهدف هو "هزيمة" حماس لكي لا تتكرّر أحداث 7 تشرين الأول.

ويهدف التهديد بشن هجوم كبير في رفح بحسب إسرائيل إلى "ممارسة ضغط عسكري" على حماس من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي مطالبها.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium