النهار

ضربات مكثّفة على غزة ومصر تدعو "حماس" و"إسرائيل" إلى إبداء "مرونة" للتوصّل إلى هدنة
المصدر: "النهار"
ضربات مكثّفة على غزة ومصر تدعو "حماس" و"إسرائيل" إلى إبداء "مرونة" للتوصّل إلى هدنة
نازحون فلسطينيون بعد عودتهم إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-
دعت مصر كلاً من "حماس" وإسرائيل إلى إبداء "مرونة" من أجل التوصل "في أسرع وقت" إلى هدنة في غزة تتيح أيضاً إطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع الفلسطيني، حسبما ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت"، وفق ما قالت الوزارة في بيان. وأضاف البيان "اتفق الوزيران على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبي الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع".
 
إلى ذلك، ذكر موقع "أكسيوس" أنّه من المتوقع أن ينتقد تقرير لبلينكن إسرائيل بينما ينفي انتهاكها لشروط الحصول على الأسلحة.
 
 
 
ضربات على غزة ووفدا حماس وإسرائيل يغادران محادثات القاهرة
 
وكثفت إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة الجمعة بعدما غادر طرفا الصراع طاولة المفاوضات دون اتّفاق لتأمين هدنة ومنع هجوم إسرائيلي على رفح.

في الساعات الأولى من يوم الجمعة أفيد عن قصف مدفعي إسرائيلي باتجاه رفح على الحدود المصرية، بينما تحدّث شهود عن غارات جوية على مدينة غزة ومنطقة جباليا في شمال القطاع.

في الغضون بعثت "حماس" رسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى لشرح وجهة نظرها حول حالة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي كانت جارية منذ الأربعاء في القاهرة.

وقالت حماس "الوفد التفاوضي غادر القاهرة متجها للدوحة" مضيفة "عملياً الاحتلال رفض المقترح المقدم من الوسطاء ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا مركزية. موقفنا هو التمسك بالموقف الوطني الذي وافق على مقترح الوسطاء الأخير. بناءً عليه فالكرة الآن لدى الاحتلال بشكل كامل".
 

وانتهت الخميس جلسة محادثات غير مباشرة في القاهرة بمغادرة ممثلي إسرائيل و"حماس" حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية.

ونقلت القناة عن مصدر مصري رفيع أن "الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات النظر بين الطرفين" توصلا إلى هدنة في غزة.

من جهته، قال البيت الأبيض إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز الذي شارك بشكل كبير في المحادثات وكان حاضراً في القاهرة والقدس هذا الأسبوع، سيعود إلى الولايات المتحدة الجمعة.

كانت "حماس" وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء قبل ساعات قليلة على دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح.

وقالت إسرائيل إن هذا الاقتراح "بعيد جداً عن مطالبها" وكرّرت معارضتها وقفاً نهائياً لإطلاق النار طالما "لم تهزم" حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
 

 نتنياهو: "سنقف وحدنا"-
 
يهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم على مدينة رفح التي يعتبرها آخر معاقل حركة "حماس" ويتكدس فيها بسبب الحرب 1,4 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي وفي تحدٍ للتحذيرات الدولية، نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في المدينة حيث سيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

وحذّرت الولايات المتحدة للمرّة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوماً واسعاً على رفح.

ويعتبر هذا أشدّ تحذير توجهه الولايات المتحدة إلى إسرائيل في ما يتعلق بمسار حربها.
 
 
وفي ردّ منه على الموقف الأميركي قال نتنياهو مساء الخميس "إذا اضطررنا للوقوف وحدنا سنقف وحدنا". أضاف "قلت إنه لو لزم الأمر سنقاتل بأظافرنا".

من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش "يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمته في رفح".
 

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس في اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري أن الولايات المتحدة تعارض أي تهجير قسري للفلسطينيين.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس أنها أغلقت موقتاً مجمع مكاتبها في القدس الشرقية المحتلة بعدما حاول "متطرفون إسرائيليون" إحراقه مرتين.

وأشارت الوكالة إلى إن حوالى 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 أيار الماضي عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.
 

وشق البعض طريقهم إلى خان يونس، المدينة المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون لا يزالون يتساءلون إلى أين يذهبون.

وقال النازح عبد الرحمن لـ"فرانس برس" "الدبابات والمدفعية ودوي القصف لا ينقطع. الناس خائفون ويريدون البحث عن مكان آمن".

 "دبابات في كل مكان" 
 
رغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الأربعاء بعدما أغلق ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ وفقا لإسرائيل، لا يزال إيصال المساعدات "صعباً جداً" بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية لوكالة "فرانس برس".

أضاف "إنه جنون" فالإسرائيليون "لديهم دبابات في كل مكان، قوات على الأرض. إنهم يقصفون المنطقة الواقعة إلى شرق رفح ويريدون منا الذهاب والحصول على وقود أو سلع أساسية" في مناطق الحرب هذه عندما "يعرفون أننا لا نستطيع الذهاب إلى هناك".

من جهتها قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن "الوضع مريع"، مشددة على أنه إذا لم يُسمح بدخول الوقود "فلن يتم توفير آلات الإنعاش للأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم، وسيعاني الأطفال والأسر التجفاف أو سيشربون مياها غير صالحة، وستفيض المجاري ما سيؤدي إلى نشر الأمراض". أضافت "باختصار، الوقت الضائع سيصبح قريبا أرواحا ضائعة".

ويحضر الوضع في غزة على جدول أعمال جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة.
 
وفي السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة من جنوده أصيبوا بجروح طفيفة الخميس في "نفق مفخخ" في مدينة رفح.

وقال الجيش في بيان إن "الجنود نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium