النهار

شمال غزّة وجنوبها تحت النيران الإسرائيلية... والميدان يؤكّد صعوبة تحقيق أهداف نتنياهو
المصدر: "رويترز"
شمال غزّة وجنوبها تحت النيران الإسرائيلية... والميدان يؤكّد صعوبة تحقيق أهداف نتنياهو
نازحون فلسطينيون ينزحون خوفاً من النيران الإسرائيلية.
A+   A-
تتواصل الحرب غير المسبوقة بين "حماس" والجيش الإسرائيلي في غزّة، وتحتدم المعارك في شمال القطاع بعد فترة من تراجع حدّة الاشتباك، كما تواصل إسرائيل عملياتها في رفح، دون وجود أي أفق للاتفاق على هدنة.
 
وقال سكان ومسلحون فلسطينيون إن الدبابات الإسرائيلية توغلت داخل جباليا في شمال قطاع غزة اليوم الخميس وواجهت صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر أطلقها مسلحون متمركزون هناك، بينما قصفت قواتها رفح في الجنوب دون أن تتقدم بداخلها.
 
ويسلط التقدم البطيء للحملة العسكرية الإسرائيلية، بعد أكثر من سبعة أشهر من الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عبر الحدود، الضوء على صعوبة تحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على الحركة.
 
ويقاتل مسلحو حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي في مختلف أنحاء غزة ويستخدمون أنفاقا شديدة التحصين لشن هجمات سواء في شمال القطاع، محور الهجوم الإسرائيلي في بدايته، أو في جبهات جديدة مثل رفح.
 
 
وتقول إسرائيل إن هناك أربع كتائب تابعة لحماس في رفح حاليا مع الرهائن الذين اختطفتهم في هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، لكنها تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة حتى لا تجتاح المدينة التي يلوذ بها مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
 
وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني اليوم الخميس "العملية في رفح لا تزال محدودة من حيث النطاق والأهداف"، مضيفا أن هجمات الجيش استندت إلى معلومات محددة عن نشاط المسلحين.
 
ووفقا لمسؤولي الصحة في غزة، قُتل أكثر من 35 ألفا من سكان القطاع حتى الآن، كما ينتشر سوء التغذية على نطاق واسع مع تعطل جهود الإغاثة الدولية بسبب القتال.
 
وتقول إسرائيل إنه يتعين عليها القضاء على حماس لحماية أمنها بعد مقتل 1200 شخص في السابع من أكتوبر تشرين الأول، ولتحرير 128 رهينة لا تزال حماس تحتجزهم.
 
واستكملت الولايات المتحدة تثبيت رصيف عائم مؤقت على ساحل غزة اليوم الخميس لزيادة عمليات توصيل المساعدات، لكن لا يزال من غير الواضح كيف سيتم توزيعها في ضوء التحديات التي تواجه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة منذ أشهر.

السوق الرئيسية في جباليا تحت القصف
أعلنت إسرائيل انتهاء العمليات الرئيسية في شمال غزة قبل أشهر لكنها تعهدت بالعودة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها.
 
واليوم الخميس، بعد حوالي أسبوع من عودتها، قصفت الدبابات الإسرائيلية بكثافة السوق الرئيسية في وسط جباليا، وهو مخيم للاجئين أقيم قبل عقود، واشتعلت النيران في عدة متاجر هناك، حسبما قال سكان ووسائل إعلام تابعة لحماس.
 
وفي وقت سابق اليوم، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إن مقاتليها في جباليا دمروا حاملة جند إسرائيلية بقذيفة الياسين 105 المضادة للدبابات وأوقعوا "طاقمها بين قتيل وجريح". ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة ذلك ولم يصدر تعليق من إسرائيل.
 
وقال أحد سكان مخيم جباليا لرويترز عبر تطبيق للتراسل "قاعدين بيقصفوا زي المجانين، بيدمروا البيوت والسوق المركزي للمخيم... شكلهم بيعملوا هيك لأنه عمليات المقاومين عملوا جنودهم مشاوي".
 
وقال سكان إن الدبابات عادت أيضا قرب مدخل مدينة بيت حانون شمال القطاع وإن جرافات إسرائيلية تهدم مصانع وعقارات بالمنطقة.
 
 
وذكرت طواقم طبية فلسطينية أن تقارير بلغتهم عن سقوط قتلى ومصابين في جباليا لكن لا سبيل للوصول لهم بسبب شدة القصف الإسرائيلي والتوغل الذي ينفذه الجيش هناك.
 
وقال مسعفون وصحفيون إن من بين القتلى الصحفي الفلسطيني محمود جحجوح وأسرته.
 
وتقول إسرائيل إنها قضت على الكثير من المسلحين في جباليا لكن لم يصدر عنها أي تعليق جديد على التطورات هناك صباح اليوم الخميس.
 
الجنوب تحت النار أيضاً
وفي مدينة غزة إلى الجنوب، قالت فرق طبية وخدمات الدفاع المدني الفلسطيني إن البحث لا يزال جاريا عن قتلى في حي الزيتون وحي الصبرة بعد انتشال عشرات الجثث عقب مداهمة للجيش الإسرائيلي استمرت ستة أيام في المنطقة. ولا تفرق السلطات الفلسطينية بين المسلحين والمدنيين عند الإعلان عن عدد القتلى.
 
وفي الطرف الجنوبي لقطاع غزة، واصلت الدبابات تمركزها في الأحياء الشرقية وعلى مشارف رفح واستمر الجيش الإسرائيلي في القصف الجوي والبري للمنطقة.
 
وقال مسعفون إن قذيفة دبابة إسرائيلية سقطت في عمق رفح وقتلت فلسطينيا وأصابت عددا آخر. وذكر سكان أن الجيش فجر مجموعات من المنازل على أطراف المدينة كان قد أمر بإخلائها.
 
وأضافوا أن قصفا عنيفا بالدبابات أصاب ثلاثة منازل في حي البرازيل شرق رفح. وقال مسعفون إن ضربة جوية على مشارف مدينة خان يونس إلى الشمال قتلت وأصابت عدة أشخاص.
 
 
وقالت إسرائيل إن الضربات تستهدف المسلحين.
 
وذكر شوشاني "ننفذ عمليات في أماكن محددة بناء على معلوماتنا الاستخباراتية وحيث نعلم أن إرهابيي حماس يختبئون، وأينما نعتقد أنه يمكننا العثور على ممرات أنفاق أو بنية تحتية إرهابية أو ذخيرة".
 
وتابع "وعثرنا على الكثير من الصواريخ المضادة للدبابات... ونحاول منع إطلاق نيران من المنطقة على المدنيين الإسرائيليين".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium