أعلنت إسرائيل اليوم الخميس أن جيشها سيكثّف عملياته البرية في رفح على الرغم من التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على هذه المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة، فيما اعتبرت جنوب إفريقيا أن ذلك سيكون "الخطوة الأخيرة في تدمير" القطاع الفلسطيني.
ونقل بيان للجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله إن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيكثف النشاط العسكري فيها".
وفي هذا السياق، قال محام عن جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، إنّ الهجوم الإسرائيلي في رفح هو "الخطوة الأخيرة" في تدمير غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح.
جنوب أفريقيا
واتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل بتصعيد الإبادة التي ترتكبها في غزة.
وقال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا "كانت جنوب إفريقيا تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها"، مضيفا "لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروّعة".
وتعرب العواصم الدولية عن قلقها إزاء عملية برية واسعة في المدينة الواقعة على الحدود المصرية والتي لجأ إليها مئات آلاف المدنيين هربا من القتال في قطاع غزة.
قوات حماية وحفظ سلام
في البحرين، دعت القمة العربية الثالثة والثلاثون التي اختتمت الخميس، إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" إلى حين تنفيذ حل الدولتين.
وتضمن "إعلان المنامة" الصادر عن القمة الدعوة "إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين".
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة دعا خلال افتتاح القمة العربية إلى "مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط".
وقال "في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل له".
عبّاس
من جهته، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حماس بتوفير "ذرائع" لإسرائيل لتهاجم قطاع غزة، وذلك من خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على أراضي الدولة العبرية.
وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية إن "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من تشرين الأول ، وفرّت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً".
تهيئة الظروف لإعادة الرهائن
ميدانيا في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا الأربعاء وأصيب سبعة آخرون في شمال القطاع ب"نيران صديقة" بعدما أطلقت وحدة مدرّعات قذيفتَين على مبنى كانوا يتجمّعون فيه في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة والذي يشهد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من حركة حماس.
وبحسب التحقيق، كانت طواقم المدرّعات حذّرت قبل ساعات قليلة بوجود جنود إسرائيليين داخل المبنى. وفي المجموع، قتل 278 جنديا إسرائيليا منذ دخول القوات الإسرائيلية قطاع غزة في 27 تشرين الأول.
رهائن في نفق
وفي وقت لاحق، قال الناطق باسم الجيش الكولونيل نداف شوشاني في مؤتمر صحافي عقد عبر الانترنت "في معبر رفح... وجدنا نفقا... نحن نعلم أن هناك رهائن في رفح ونحن نعمل على تهيئة الظروف لإعادتهم".
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة حيث أدت الحرب في غزة إلى تفاقم أعمال العنف، قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة أشخاص في طولكرم، وفق ما أعلنت السلطات الفلسطينية صباح الخميس.
في القدس الشرقية، حاول شخص مهاجمة عنصر من شرطة الحدود بسكين قبل أن "تحيّده" قوات الأمن الإسرائيلية، على ما قالت الشرطة الإسرائيلية الخميس على منصة "إكس".
ورغم الأعمال العسكرية في المنطقة، قالت بطريركية اللاتين الخميس إن بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا يزور مدينة غزة لإيصال "رسالة أمل وتضامن ودعم" للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
ربط الميناء العائم
من جهة أخرى، أعلن قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر أنه تم إنجاز ربط الميناء العائم المخصص للمساعدات بشاطئ غزة الخميس، على أن يبدأ إيصال المساعدات قريبا.
وقال كوبر "قبل ساعات قليلة، ثُبّت بنجاح الميناء العائم على الشاطئ في غزة".
وأوضح للصحافيين "أعتقد أن حوالى 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين. إنها كمية كبيرة جدا، وهي موزّعة الآن على العديد من السفن".