قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس، الجمعة، إن القتال الذي يجري حاليا في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة "ربما يكون الأكثر ضراوة" في المنطقة منذ بدء هجومه البري في 27 تشرين الأول.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بداية كانون الثاني أنه "أكمل تفكيك البنية العسكرية لحركة حماس الفلسطينية في شمال قطاع غزة"، وبات يركّز على وسط القطاع وجنوبه.
لكن قتالا عنيفا استؤنف قبل حوالى الأسبوع في جباليا، أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في شمال قطاع غزة بعد مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس "كانت حماس تسيطر بشكل كامل على جباليا حتى وصولنا قبل بضعة أيام"، وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري أنه لم يبق في شمال غزة سوى "إرهابيين يعملون بشكل متقطع ومن دون قيادة".
وأضاف الجيش اليوم أن القتال المتواصل في جباليا "ربما يكون الأكثر ضراوة الذي نواجهه" في هذه المنطقة منذ بداية الهجوم في قطاع غزة.
وأكد أنه يقوم بعمليات حاليا "في مخيم جباليا للاجئين بالمدينة".
وكان مخيم جباليا قبل الحرب أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة، وكان مكتظا بأكثر من مئة ألف شخص مكدّسين في مساحة 1,4 كيلومتر مربع، وفقا للأمم المتحدة.
وقال الجيش"حتى الآن، تشير تقديراتنا إلى أننا قتلنا حوالى مئتي إرهابي" منذ استئناف القتال العنيف في جباليا.
وتظهر صور وزّعها الجيش الإسرائيلي جنودا من المشاة يتنقلون بين عدد من المباني المتضررة بشدة والمهجورة تماما.
وقال مدير الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "منذ بدء العملية، استشهد 150 شخصا في جباليا من الذين استطعنا الوصول اليهم".
وأضاف "نواجه صعوبة للوصول الى البيوت التي استهدفها الجيش بسبب إطلاق النار الكثيف علينا".
وأشار الى أن "الجيش وصل الى وسط مخيم جباليا عند السوق، والمعارك محتدمة".
ولا تنشر حركة حماس أي معلومات عن عدد القتلى في صفوفها، ولا يعرف ما إذا كانت حصيلة الدفاع المدني أو المصادر الأخرى في حماس تشمل مقاتلي حماس.
كما استؤنف القتال العنيف في أوائل شهر أيار في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة.
ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية أوردتها وسائل إعلام، كان عدد مقاتلي حماس في قطاع غزة قبل الحرب التي بدأت في السابع من تشرين الأول، قرابة 30 ألفا موزعين على 24 كتيبة.
وتقول إسرائيل إن آخر أربع كتائب تابعة لحماس تختبئ في رفح في جنوب قطاع غزة. وبدأ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية هناك في 7 أيار.
على خط آخر، أعلنت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ للجزيرة، أن عدد الشاحنات التي وصلت عبر الرصيف البحري، الذي تمّ تشييده في غزة، صغير وسيزيد وأن لمجتمع الدولي يضاعف جهوده لزيادة المساعدات.
وأكدت أن الرصيف البحري ليس بديلا عن المعابر البرية لكنه خطوة لدعم الفلسطينيين، وأن الجيش الأميركي أنشأ الرصيف البحري لضمان سرعة وصول المساعدات لغزة. وأشارت الى أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة فتح المعابر البرية لقطاع غزة.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي للعربية، عن ادانته الشديدة لمهاجمة المستوطنين الإسرائيليين لقوافل المساعدات الى غزة، مشيراً الى أن بلاده تؤيد وجود دور للسلطة الفلسطينية في غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
وقال لسكاي نيوز عربية، إن الادارة الأميركية لا نرغب في سيطرة "حماس" ولا الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.