النهار

إسرائيل تقصف قطاع غزة وتكثّف ضغوطها في رفح
المصدر: أ ف ب
شن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سلسلة من الضربات القاتلة امتدت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مكثفا في الوقت ذاته ضغوطه على رفح، حيث ينشط جنوده في وسط هذه المدينة في مواجهة مقاتلين من حركة حماس.
إسرائيل تقصف قطاع غزة وتكثّف ضغوطها في رفح
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 31 ايار 2024، وتظهر دبابة في قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-

شن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، سلسلة من الضربات القاتلة امتدت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مكثفا في الوقت ذاته ضغوطه على رفح حيث ينفذ عمليات في وسط هذه المدينة في مواجهة مقاتلين من حركة حماس.

في ساعات الفجر الأولى، أفاد شهود بوقوع ضربات إسرائيلية قرب رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي تتركز فيها أعنف العمليات في الحرب الدائرة منذ قرابة ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس ، وفي النصيرات في وسط القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر في وسط رفح على "قاذفات صاروخية لحماس وفتحات أنفاق وأسلحة" وإنه "هدم مخزن أسلحة".

أضاف الجيش أنه تمكن من القضاء على مقاتل من حماس بضربة جوية في رفح. وأعلن كذلك مقتل أثنين من جنوده في غزة ما يرفع إلى 292 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر في 27 تشرين الأول.

في وسط قطاع غزة، أسفرت ضربات ليلية عن مقتل 11 شخصا بينهم طفلان على ما أفادت مصادر طبية في دير البلح وفي مخيم النصيرات.

وقال الجيش أنه "قضى" على مقاتلين كانوا يتحركون بالقرب من قواته في هذه المنطقة.

ورغم موجة التنديد الدولية التي أثارها قصف أوقع عشرات القتلى في مخيم للنازحين في رفح الأحد، واصل الجيش هجومه البري المستمر منذ في السابع من أيار في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين مع هدف معلن هو القضاء على آخر كتائب حماس.

وقال الجيش إنه قتل نحو 300 من مقاتلي حماس منذ بدء الهجوم على رفح.

وفي مقابلة مع محطة "ال سي إي" الفرنسية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو أن الاتهامات التي تفيد أن إسرائيل تستهدف عمدا المدنيين وتجوعهم هي "افتراءات معادية للسامية".

وقال إن "نسبة القتلى المدنيين إلى الخسائر في صفوف المقاتلين (الفلسطينيين) هي الأدنى مما رأيناه في أي حرب مدن حتى الآن".

وأثارت هذه المقابلة احتجاجات في فرنسا.

 

أ ف ب

- أزمة إنسانية -

سمح التوغل البري في رفح لإٍسرائيل بالسيطرة على "محور فيلادلفيا" وهي منطقة عازلة على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن حماس استخدمت محور فيلادلفيا "باستمرار لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة".

غير أن مصر نفت وجود انفاق كهذه تحت الحدود متهمة إسرائيل بالسعي إلى تبرير هجومها في رفح.

وتتبادل مصر وإسرائيل المسؤولية في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر المغلق أمام المساعدات منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه مطلع أيار.

ومعبر رفح حيوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع الذين هم في أمس الحاجة إليها في حين تحذر الأمم المتحدة باستمرار من مجاعة وشيكة في القطاع الفلسطيني الذي تحكم إسرائيل حصاره ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات عبر معبر إيريز.

ويواصل الفلسطينيون بأعداد كبيرة النزوح من رفح حاملين أمتعتهم على أكتافهم او في سيارات أو على عربات تجرها الحمير، في حركة نزوح تكررت مرات عدة على وقع اشتداد الحرب.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي في غزة "مضى 24 يوما على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركبة بمنع 22 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لغزة".

من جانبها، قالت قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى ساحل غزة، إن المساعدات الإنسانية التي تُنقل عن طريق البحر مستمرة، بعد أن تضرر رصيف بنته الولايات المتحدة بسبب سوء الأحوال الجوية. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس "هدفنا هو أن نكون قادرين على مساعدة نصف مليون شخص شهرياً، ونعتقد أن هذا الهدف قابل للتحقيق".

أ ف ب

- "لا تنازل" -

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول تسبّب بمقتل 1189 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أحدث البيانات الإسرائيلية الرسمية.

واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في تشرين الثاني سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال 121 رهينة محتجزين في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش.

وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36284 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وقالت الوزارة إن ما لا يقل عن 60 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مضيفة أن 82057 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وتسببت الحرب بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2,4 مليوني نسمة، وتسببت بكارثة إنسانية كبرى.

وفي حين أن المباحثات الهادفة إلى إقرار هدنة في قطاع غزة معطلة راهنا قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الجمعة إن "المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أن القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها"، ولا سيما التمسك بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وقال هنية "لقد بدا واضحاً أن الاحتلال يستخدم المفاوضات غطاء لاستمرار عدوانه على شعبنا، ويرفض الاستجابة لمطالبنا المحقة، وبالتالي فإن فصائل المقاومة لا تقبل أن تكون جزءاً من هذه المناورات".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium