النهار

دخان ونار ودمار... سكان مخيّم النصيرات يروون ساعات الرعب خلال الهجوم الإسرائيلي
المصدر: أ ف ب
دخان ونار ودمار... سكان مخيّم النصيرات يروون ساعات الرعب خلال الهجوم الإسرائيلي
فلسطينيون يتفقدون ابنية متضررة بعد الهجوم الاسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (8 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
يعيش الفلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حالاً من الصدمة، الأحد، بعد ساعات من الذعر اختبروها السبت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي أدت لتحرير أربعة رهائن، وراح ضحيتها أكثر من 270 فلسطينياً وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

يقول مهند ثابت من سكان المخيم إن العملية العسكرية الإسرائيلية كانت "عبارة عن دخان ونار مشتعلة وغبار كثيف غطى المكان".

ويروي ثابت البالغ 35 عاما "سمعت طلقات نارية، اعتقدت أنه شيء عادي، لكن فجأة بعد دقائق سمعت صوت طائرة حربية وقصف على المنازل في المخيم وبجانب مستشفى العودة والسوق".

ويتابع "بدأ الناس يركضون ولا يعرفون إلى أين يذهبون".

وعن حجم الدمار، يقول إن دمارا لحق بمنازل في داخلها أصحابها ونازحون، موضحا أن "النار اشتعلت في محال تجارية وبسطات ومركبات احترقت من القصف الذي طال الطرق والسوق والمخيم ومحيط المستشفى".

وتسببت العملية بحالة من الفوضى وراح "الناس، صغارا وكبارا ونساء ورجالا، يركضون، والكل يريد أن يهرب من المكان، لكن القصف كان عنيفا وكل ما يتحرك معرض للقتل بسبب كثافة القصف وإطلاق النار".

وتُظهر صور لوكالة فرانس برس التقطت بعد انتهاء العملية، شوارع المخيم وقد غطاها الغبار وتنقاض المباني.

أما محمد موسى فكان على سطح أحد المنازل عندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم.

ويقول مذهولا "لا أعلم كيف أنا على قيد الحياة الآن".

ويضيف موسى البالغ 29 عاما الذي نزح مرات عدة بين مناطق قطاع غزة قبل أن يصل إلأى مخيم النصيرات "فجأة بدأت الصواريخ تتساقط علينا بكثافة".

ويروي أن دبابة تقدمت من ناحية شارع صلاح الدين وسط إطلاق نار مدفعي وآخر من الطائرات مؤكدا أن القصف كان "متواصلا وبكثافة".

- شاحنة تبريد -
أما آلاء الخطيب النازحة في المخيم فتقول "كنت مارة في الشارع بالمخيم متوجهة إلى السوق، رأيت شاحنة مجمدات وسيارة صغيرة بيضاء".

وتوضح أن أشخاصا ترجلوا من الشاحنة ومعهم سلم وضعوه على جدار أحد البيوت وصعدوا عليه، "بعد لحظات سمعت صوت رصاص وضرب على المنازل والحارات والشوارع في المخيم".

وتؤكد الخطيب البالغة 32 عاما "شعرت بالخوف ولم أستطع الرجوع إلى المنزل".

وتقول "عرفت أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت للمخيم بمركبات فلسطينية خاصة بالمساعدات" الإنسانية.

وروى عدد من شهود العيان التفاصيل ذاتها وتطرقوا إلى موضوع شاحنة التبريد.

وعن القوات الإسرائيلية التي وصلت المخيم يقول محمود العصار إن "القوات الخاصة كانت ترتدي ملابس مثل عناصر حماس والجهاد ومن بينهم عناصر ملثمون، دخلت على بيوت قرب مستشفى العودة والسوق".

ويصف العصار وهو من سكان المخيم ما حصل السبت "كأنه زلزال".

الأحد، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن عدد قتلى العملية العسكرية في المخيم المكتظ ارتفع إلى "274 شهيدا و 698 جريحا بينهم حالات حرجة".

يوضح الطبيب مروان أبو ناصر القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في مخيم النصيرات "امتلأ المستشفى بأعداد الشهداء والجرحى ولا يمكن استيعاب هذا العدد الكبير بدقائق معدودة".

ويضيف "المستشفى كان تحت النار ولا يستطيع أي إنسان التحرك خلال العملية" العسكرية الإسرائيلية.

وأكد سكان من المخيم لفرانس برس أنهم رأوا جثثا في شوارع المخيم الأمر الذي لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه بشكل مستقل.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1194 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخصاً في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium