لقي 49 شخصاً من الجالية الهندية حتفهم، وأصيب العشرات جراء حريق في مبنى يؤوي نحو 200 عامل في منطقة مكتظة بالعمال الأجانب في الكويت.
وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الاربعاء، ارتفاع عدد الوفيات من جراء حريق المبنى العمالي في منطقة المنقف إلى 49 حالة، وفقا لما ذكرت وكالة الانباء الكويتية (كونا).
وقال مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية في وزارة الداخلية اللواء عيد العويهان في تصريح بثه التلفزيون الرسمي "للأسف تلقينا بلاغاً عن حريق في تمام الساعة السادسة صباحاً (03,00 ت غ) في منطقة المنقف بمحافظة الأحمدي"، مضيفاً أن هناك "أكثر من 35 حالة وفاة في موقع الحريق"، قبل أن تعلن وزارة الداخلية ارتفاع العدد إلى 49 قتيلاً.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن وزير الصحة أحمد العوضي قوله إن "المستشفيات العامة تعاملت حتى الآن مع 56 حالة من مصابي حريق المبنى".
وأظهرت صور من مكان الحريق السخام الأسود وهو يغطي السطح الخارجي للمبنى المكون من ستة طوابق والذي كان يسكنه 196 عاملاً، وفقاً للمعلومات التي قدمها صاحب العمل لوزير الداخلية.
وفي وقت لاحق، أفادت وزارة الخارجية الكويتية بأن الوزير عبدالله علي اليحيا أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الهندي سوبرامانيام جايشانكار عبر خلاله عن تعازي دولة الكويت "قيادةً وحكومةً وشعباً إلى جمهورية الهند وشعبها الصديق جراء الحادث المأسوي الأليم الذي أودى بأرواح 49 مواطنا من الجالية الهندية المقيمة في دولة الكويت نتيجة الحريق المفجع الذي وقع في مقر سكنهم".
أ ف ب
وتستقبل الكويت الغنية بالنفط أعداداً كبيرة من العمال الأجانب، الكثير منهم من جنوب وجنوب شرق آسيا، ويعمل معظمهم في قطاع البناء أو الخدمات.
وذكر مصدر في الإدارة العامة للإطفاء أن الضحايا أصيبوا باختناق بسبب الدخان المتصاعد بعد اندلاع الحريق في الطابق الأرضي.
وقال العويهان إن فرق الطب الشرعي تعمل في الموقع وقد حددت هوية ثلاث جثث حتى الآن.
ووصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على منصة "إكس" الكارثة بأنها "محزنة".
وأضاف "أفكاري مع جميع الذين فقدوا أقارب وأحباء لهم"، في حين أقامت السفارة الهندية في الكويت خط مساعدة للطوارئ.
كذلك توجّه وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينغ إلى الكويت لتنسيق المساعدة وإعادة جثامين الضحايا إلى البلاد، وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية.
وخلال زيارته لمكان الحادثة، أعلن وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف الصباح التحفظ على صاحب العقار الذي نشب فيه الحريق للتحقيق في أي تقصير أو إهمال.
- من أسوأ الحرائق -
وقال الوزير "سأطلب من البلدية إزالة العقارات المخالفة من يوم غد من دون سابق إنذار للمخالفين، وسنعمل على معالجة قضية تكدّس العمالة والإهمال حيالها".
وأضاف "سنتحفظ على صاحب العقار الذي اندلع فيه الحريق حتى الانتهاء من الإجراءات القانونية".
ويعدّ هذا الحريق من أسوأ الحرائق التي شهدتها الكويت التي تقع عند الحدود مع العراق والسعودية، والتي تضم نحو سبعة بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.
وتأتي هذه الحادثة فيما تعيش الكويت أزمة سياسية أدت إلى إعلان الأمير أخيرا حلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد دستورية.
وكانت الكويت شهدت في العام 2009 حريقاً أودى بأكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.
وأقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة وأشعلت فيها النار بينما كان الناس يحتفلون في الداخل.
وتم إعدامها شنقاً في العام 2017 بسبب الجريمة التي كان من بين ضحاياها الكثير من النساء والأطفال.