النهار

ضربات إسرائيليّة جديدة على قطاع غزة وتراجع آمال التوصل إلى وقف إطلاق نار... التوتر يتصاعد عند الحدود مع لبنان
المصدر: أ ف ب
ضربات إسرائيليّة جديدة على قطاع غزة وتراجع آمال التوصل إلى وقف إطلاق نار... التوتر يتصاعد عند الحدود مع لبنان
أشخاص يندبون قتلاهم في مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة (14 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
قصف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قطاع غزة المحاصر والمدمر، فيما لم يُحرز أي تقدم في المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس رغم الجهود الدولية.

في الشهر التاسع من الحرب، تشهد الجبهة الشمالية لاسرائيل على الحدود مع لبنان تصاعدا جديدا للعنف مع تبادل قصف مكثف بين حزب الله، حليف حماس، والجيش الاسرائيلي.

مرة جديدة، تراجعت آمال التوصل الى وقف اطلاق نار في الحرب التي اندلعت اثر هجوم دام غير مسبوق شنته حماس على اسرائيل في 7 تشرين الاول حيث يصر الطرفان على مواقفهما الثابتة.

في ساعات الفجر الأولى، أفاد شهود عن وقوع ضربات إسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية كبرى والمهدد بمجاعة حيث نزح حوالى 75% من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة بحسب الأمم المتحدة.

يركز الجيش خصوصا عملياته على رفح بجنوب القطاع حيث أطلق في 7 أيار هجومه البري بهدف القضاء على حماس، لكن عمليات القصف والمعارك تستمر في أماكن أخرى في قطاع غزة.

وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية كانت تطلق النار على أحياء في وسط وغرب مدينة رفح. وأفادت الذراع العسكرية لحركة حماس أن "كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة جنوب غرب حي تل السلطان بمدينة رفح بقذائف الهاون".

الجيش قال من جانبه إن قواته قتلت مقاتلين وعثرت على "كميات كبرى من الأسلحة وفتحات أنفاق"، و"دمرت بنى تحتية لحماس". وقال إن في وسط وشمال غزة استهدفت مقاتلات إسرائيلية بنى تحتية كذلك لحماس.
 
أ ف ب
- "كفى!"-
وقال الجريح أنور حرز الذي يعالج في مستشفى الأهلي لوكالة فرانس برس "كنا نتناول الطعام، وفجأة انهار المنزل فوقنا".
 
وأضاف حرز الذي أصيب بضربة ليلية اسرائيلية على مدينة غزة "كفى، كفى حربا وتدميرا".

نقل فلسطينيون عدة مصابون بينهم أطفال الى هذا المستشفى، احد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالحد الادنى في القطاع. وفي مشرحة المستشفى صُف العديد من الجثث التي لفت بأغطية على الأرض.

في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في الوسط، كان أفراد من عائلة حجازي يبكون إياد (10 سنوات) الذي قالوا إنه توفي بسبب سوء التغذية، وعرضوا صورة شقيقته وهي تحتضن جثته الهزيلة.

تقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثمانية آلاف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعالجون في غزة بسبب سوء التغذية الحاد "بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد".

وأفاد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بأنه "سجّلت 32 وفاة بسبب سوء التغذية، بما فيها 28 تعود إلى أطفال دون سن الخامسة".
 
أ ف ب
- بايدن يلوم حماس -
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول بعد شن حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلف 1194 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.

خلال هذا الهجوم احتُجز 251 رهينة ما زال 116 منهم في غزة بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37266 شخصا في غزة معظمهم مدنيون وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

وتسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة كشف عنها بايدن وتنص في مرحلة أولى على وقف إطلاق نار على ستة أسابيع يترافق مع انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والافراج عن رهائن وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.

وعرض بايدن الخطة على أنها مقترح إسرائيلي. لكن نتنياهو اعتبرها غير كاملة مجددا تأكيد عزمه على القضاء على حماس وتحرير كل الرهائن.

أما حماس، فقد سلمت دول الوساطة ردها على المقترح من دون أن يُعلن عنه. وأفاد مصدر مطلع على المباحثات بأن الرد يتضمن "تعديلات" تقترحها الحركة الفلسطينية  "أبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".

وعلى هامش قمة السبع المنعقدة في إيطاليا اتهم الرئيس الأميركي حركة حماس بتعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة.

وقال "قدمت اقتراحا وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والاسرائيليون، والعائق الأكبر حتى الآن هو حماس التي ترفض التوقيع رغم أنهم اقترحوا شيئا مماثلا".

- صفارات إنذار -
تسلمت حماس السلطة في غزة في 2007، بعد سنتين على انسحاب اسرائيل الاحادي الجانب من القطاع الذي كانت تحتله على مدى 38 عاما. وتصنف هذه الحركة "إرهابية" من قبل اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.

ومددت محكمة إسرائيلية في تل أبيب وقف بث قناة الجزيرة 35 يوما إضافية بحجة دعمها  لحركة حماس، وفق ما أفادت وزارة العدل الإسرائيلية الجمعة.

في شمال اسرائيل، سُمعت صفارات الإنذار الجمعة وتحدثت الشرطة عن سقوط عدة صواريخ أطلقت من لبنان في ضواحي مدينة كريات شمونة.

وقال الجيش  الإسرائيلي إنه تم إطلاق نحو 35 قذيفة من لبنان إلى مناطق كريات شمونة وكفر سولد تم اعتراض عدد منها، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات ولكن اندلع حريق في منطقة كفر سولد.

وأضاف الجيش أن مدفعيته قصفت مصادر إطلاق النار.

وفي وقت سابق الجمعة، قال الجيش إن طائراته قصفت مواقع تابعة لحزب الله في منطقتي العديسة وكفركلا في جنوب لبنان.

في لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ومسؤول محلي أن مدنيتين قتلتا وأصيب عدة أشخاص آخرين في غارة إسرائيلية ليلا قرب صور بعد ضربات لحزب الله على شمال إسرائيل.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium