النهار

إسرائيل تعلن "هدنة تكتيكيّة" في جنوب قطاع غزة وبن غفير غاضب على "شرير وأحمق"... عيد الأضحى "مختلف تماماً"
المصدر: أ ف ب
إسرائيل تعلن "هدنة تكتيكيّة" في جنوب قطاع غزة وبن غفير غاضب على "شرير وأحمق"... عيد الأضحى "مختلف تماماً"
فلسطينيون يؤدون صلاة فجر عيد الأضحى في باحة المسجد العمري التاريخي المدمر في مدينة غزة (16 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه سيلتزم "هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية" يومياً في قسم من جنوب قطاع غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر والذي تهدّده المجاعة بعد ثمانية أشهر من الحرب.

وأفاد مراسلون من وكالة فرانس برس بأنّه لم تُنفّذ أيّ غارة جوية أو عملية قصف أو قتال في وسط قطاع غزة وفي أجزاء أخرى منه الأحد، لكن عمليات إطلاق نار وقصفا استهدف رفح (جنوب).

وقال حايطي الغوطة (30 عاما) في مدينة غزة (شمال) "أصبح الوضع هادئا فجأة منذ هذا الصباح، لا إطلاق نار، لا قصف. إنه أمر غريب"، معربا عن أمله في أن يكون ذلك مؤشرا الى وقف دائم لإطلاق النار.

لكن الجيش حرص على تأكيد أنه رغم "الهدنة التكتيكية، لا يوجد وقف للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة والعمليات العسكرية في رفح مستمرّة".

وجاء إعلان هذا القرار غداة مقتل 11 جندياً إسرائيلياً في القطاع، ثمانية منهم في انفجار قنبلة.

وقال الجيش في بيان إنّ "هدنة تكتيكية محلية في النشاطات العسكرية لأهداف إنسانية ستطبق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر" انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.

وأضاف أنّه تمّ اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود "لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة" إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

- "كلفة باهظة" -
ورحّبت الأمم المتحدة بإعلان إسرائيل الأحد هدنة يومية في العمليات العسكرية في جنوب القطاع، مع مطالبتها بأن "يؤدي ذلك الى إجراءات ملموسة اخرى" لتسهيل إيصال المساعدات الانسانية، وفق ما صرح ناطق في جنيف لوكالة فرانس برس.

وتؤكد الأمم المتحدة أنّ المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، يصعب نقلها وتوزيعها على السكان الذي يفتقرون إلى الماء والغذاء والدواء، بسبب القصف والقتال.

وتعليقا على ذلك، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير عبر منصة "إكس"، إنّ "الذي اتخذ قراراً بشأن هدنة تكتيكية لنقل (مساعدات) إنسانية، خصوصاً في وقت يسقط خيرة جنودنا، هو (شخص) شرير وأحمق".
 

أ ف ب
وأفاد الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثمانية من عناصره السبت في رفح (جنوب)، موضحاً أنّ العربة المدرّعة التي كانوا يستقلّونها "أُصيبت بانفجار قنبلة"، وفي وقت لاحق، أعلن مقتل اثنين من عناصره في شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أنّ عنصرا آخر توفي متأثّرا بجروح أُصيب بها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الأمة الإسرائيلية بكاملها تحتضن العائلات العزيزة في هذه اللحظة الصعبة"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف أنه "رغم الكلفة الباهظة" يجب "التمسك بأهداف الحرب"، مشيراً خصوصاً إلى تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية وإعادة الرهائن.

ويتوجه وزير دفاعه يوآف غالانت قريبا إلى واشنطن بناء على دعوة من نظيره الأميركي لويد أوستن، لبحث الحرب في غزة، حسبما أفاد البنتاغون.

واندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.

رداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37296 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.

- "عيد مختلف تماما" -
وبينما يحتفل المسلمون في العالم بعيد الأضحى، يعاني الفلسطينيون في غزة نقصا حادا في المواد الأساسية.

والأحد، أدى عشرات المصلين صلاة الجمعة أمام المسجد العمري في مدينة غزة الذي تضرر جراء القصف الإسرائيلي. وتجمع فلسطينيون آخرون قرب قبور أقارب لهم قتلوا في الحرب.

وقالت أم محمد القطري وهي من سكان مخيم جباليا "هذا العيد مختلف تماما. لقد فقدنا الكثير من الناس، وهناك الكثير من الدمار. جئت إلى صلاة العيد حزينة، فقد فقدت ابني البكر".

ويشهد القطاع المحاصر من قبل إسرائيل أزمة إنسانية كبيرة، فقد شرّدت الحرب 75 في المئة من سكّانه البالغ عددهم حوالى 2,4 مليوني نسمة، وبات هؤلاء مهدّدين بالمجاعة وفقاً للأمم المتحدة.

- مطالبات متناقضة -
في هذه الأثناء، تتلاشى الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظلّ المطالب المتناقضة لإسرائيل وحماس، الأمر الذي يعني أنّ هناك فرصة ضئيلة لتحقيق هدنة بناء على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوعين.

وقدّم بايدن هذه الخطة معلنا أنّها مقترحة من قبل إسرائيل. غير أنّ نتنياهو اعتبر أنّها غير مكتملة، مكرّراً تصميم حكومته على مواصلة الحرب حتى هزيمة حماس.

وفي السياق، اتهم الرئيس الأميركي حماس بعرقلة مقترح الهدنة الذي ينصّ في مرحلة أولى على وقف إطلاق النار لمدّة ستة أسابيع يرافقه انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، وتحرير بعض الرهائن المحتجزين لدى الحركة الفلسطينية، وإطلاق الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وأرسلت حماس إلى الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، رداً أولياً يتضمّن، بحسب مصدر مطلع على المحادثات، "تعديلات" على الخطة، بما في ذلك "جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية" من غزة. وهي مطالب رفضتها إسرائيل باستمرار.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium