شنّت إسرائيل الاثنين ضربات على شمال قطاع غزة وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب لكن الوضع هناك يشهد هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة جزئية في منطقة بجنوب القطاع.
والهدنة التي تستمر لساعات محددة وتزامن إعلانها الأحد مع أول أيام عيد الأضحى، تهدف إلى تسهيل مرور المساعدات الانسانية التي تشتد الحاجة إليها لدى سكان غزة المتضورين جوعا، بعد ثمانية أشهر من النزاع المدمر بين إسرائيل وحركة حماس.
وأكد مسؤول إسرائيلي، من جهة أخرى، الاثنين حل حكومة الحرب التي تشكلت في أعقاب هجوم السابع من تشرين الأول، بعد استقالة بيني غانتس الأسبوع الماضي، على أن تتخذ الحكومة الأمنية القرارات المتعلقة بالحرب.
وفي رسالة إلى المسلمين لمناسبة عيد الأضحى، دافع الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة عرضها بنهاية أيار/مايو لوقف إطلاق النار ورأى فيها أفضل وسيلة لمساعدة المدنيين الذين يعانون "أهوال الحرب".
وأعلن الجيش الاسرائيلي هدنة من "الساعة 8,00 حتى 19,00 (5,00 حتى 16,00 ت غ) يوميا حتى إشعار آخر" انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالا.
- "معارك من مسافة قريبة" -
وأكد متحدث باسم الجيش سريان الهدنة الاثنين، لكن مسؤولا اسرائيليا ذكر الاثنين لوكالة فرانس برس انه "ليس هناك تغيير في سياسة الجيش الاسرائيلي" خصوصا في رفح (جنوب) حيث أطلق مطلع أيار/مايو عملية برية تسببت بنزوح نحو مليون شخص شمالا.
وقال الجيش في بيان الاثنين إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في رفح وفي وسط غزة وتخوض "قتالا من مسافة قريبة"، مضيفا أن الجيش دمر عددا من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديدا للقوات.
وأشار أطباء في المستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال الى سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى في ضربتين جويتين.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "الجيش الإسرائيلي على نحو الثانية فجر اليوم الإثنين وعبر طائراته شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة ... نجم عنه شهداء بينهم طفل ورجل مسن وجرحى انتشلناهم ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني".
وأوضح "باقي المناطق في قطاع غزة هادئة نوعا ما، مع تحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع".
وبحسب مسؤولين محليين، أطلقت دبابات نيرانها على مناطق في شرق رفح وجنوبها. وأشار شهود الى انفجارات في المدينة.
من جانب آخر، أفاد سكان ان ضربة جوية استهدفت مخيم البريج في وسط القطاع.
"هذا ليس عيدا"
وقال عامر عاجور وهو أحد سكان رفح ونزح الى دير البلح (وسط)، "لسنا في أجواء عيد، العيد هو حين نعود الى منازلنا حين تنتهي الحرب ... كل يوم يسقط فيه شهيد، هذا ليس عيدا".
وأعلن الجيش الأحد أن الهدنة "التكتيكية" و"المحلية" يفترض أن تتيح "زيادة حجم المساعدة الإنسانية التي تصل الى غزة" غداة مقتل 11 جنديا في القطاع بينهم ثمانية سقطوا في انفجار قنبلة، في أعلى حصيلة للجيش الإسرائيلي في يوم واحد منذ بدء الحرب.
اندلعت الحرب عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، توفي 41 منهم، بحسب الجيش.
رداً على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في غزة خلف 37347 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة غزة التي تقودها حماس.
بحاجة إلى "إجراءات ملموسة" -
وقال شيمون فريدمان، المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية وتعرف باسم "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع، في معبر كرم أبو سالم الاثنين إن الهدنة المحدودة هدفها "السماح للأمم المتحدة بجمع وتوزيع المزيد من المساعدات".
وأضاف أن مساعدات تحملها "أكثر من ألف شاحنة" موجودة على الجانب الفلسطيني للمعبر، متهما المنظمات الدولية "بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين قدرتها التوزيعية".
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إن المنظمة الأممية رحبت بالخطوة الإسرائيلية، رغم أن "هذا لم يُترجم بعد بوصول مزيد من المساعدات للمحتاجين".
ودعا إسرائيل إلى أن "يؤدي ذلك الى إجراءات ملموسة أخرى".
وتدافع إسرائيل منذ فترة طويلة عن جهودها للسماح بدخول المساعدات إلى غزة بما في ذلك عبر معبر كرم أبو سالم قرب رفح، وتلقي باللوم على المسلحين في نهب الإمدادات وعلى العاملين في المجال الإنساني لفشلهم في توزيعها على المدنيين.
ورغم جهود الوساطة الدولية، لا تزال الآمال بالتوصل الى وقف إطلاق نار تصطدم بإصرار إسرائيل على تحقيق هدف تدمير حماس، في حين تطالب الحركة بوقف نهائي لإطلاق النار.
ووصل المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكستين إلى إسرائيل لمحاولة تهدئة التوترات على الحدود مع لبنان بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حليف حماس.