النهار

الحرب وفق التوقّعات الإسرائيلية: سنة في غزة وسنة في لبنان... والثالثة برسم إيران
المصدر: "النهار"
ما تزال الحرب على غزّة في طريقها الطويل على الرغم من التوقعات بتوقّفها قريباً في رفح استعداداً للجبهة اللبنانية والتي في حال اندلعت لن تكون أقل ضراوة مما حصل في القطاع على مدى ما يقرب من عام في حرف استنزاف كارثيّة . ووفق توقعات المحللين الإسرائيليين، فإن الحرب تمتد إلى 3 سنوات وفق الآتي: "سنة في غزة وسنة في لبنان والثالثة لبلورة العلاقة مع إيران".
الحرب وفق التوقّعات الإسرائيلية: سنة في غزة وسنة في لبنان... والثالثة برسم إيران
تظاهرات يومية في الشارع الإسرائيلي تضيق الخناق على الحكومة الإسرائيلية (أ.ف.ب)
A+   A-
ما تزال الحرب على غزّة في طريقها الطويل، على الرغم من التوقعات بتوقّفها قريباً في رفح استعداداً للجبهة اللبنانية، التي في حال اندلعت لن تكون أقلّ ضراوة مما حصل في القطاع على مدى ما يقرب من عام في حرب استنزاف كارثيّة. ووفق توقعات المحللين الإسرائيليين، فإن الحرب تمتد إلى 3 سنوات وفق الآتي: "سنة في غزة، وسنة في لبنان، والثالثة لبلورة العلاقة مع إيران". وتأتي التظاهرات اليومية لتضيق الخناق على الحكومة الإسرائيلية بما يرغمها على التصرف الجذري على مختلف الجبهات.
 
ويأتي الإعلان عن صفقة أسلحة أميركية ضخمة اليوم الثلاثاء بقيمة 18 مليار دولار لإسرائيل بمثابة مؤشر إلى المسار التصعيدي في المنطقة، على الرغم من الحركة المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان محمّلاً بملف شائك وتهديدات جديّة عن احتمال توسّع الحرب لتشمل المنطقة بأكملها.
 
وفقًا لتقارير عديدة، وافق كبار الديمقراطيين في الولايات المتحدة على صفقة الأسلحة بما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 وذخائر متقدمة، وذلك تحت ضغط شديد من إدارة الرئيس بايدن.
 
وهذه الصفقة تأتي بالرغم من الانتقادات المتزايدة من داخل الحزب الديمقراطي بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ممّا يبرز التزام واشنطن بدعم "أمن إسرائيل" بمواجهة التحدّيات الإقليمية.

 
وبحسب المحلّل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أنه "خلال الأشهر الأخيرة، خاصة منذ الهجوم الإيراني على إسرائيل في نيسان، انقلبت الأمور رأسا على عقب. وتحوّلت الحرب من حدث فلسطيني – إسرائيلي إلى حرب إقليمية كاملة، ستكون لنتائجها تبعات استراتيجية أمنية بل وجودية بالنسبة إلى دولة إسرائيل ومواطنيها".

وأضاف أن حزب الله تحول إلى التهديد المركزي الذي على إسرائيل أن تزيله بسرعة، ليس فقط لأن حزب الله أفرغ شمال الجليل من سكانه، وزرع في هذه المنطقة دمارا وحرائق، بل لأنه يحتجز كرهائن أيضاً قرابة 50 ألف إسرائيلي، لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم طالما أن نصر الله وخامنئي لا يسمحان لهم بالقيام بذلك".

واعتبر بن يشاي بهدف تبرير حرب واسعة أن "الأهمية الإستراتيجية واضحة، وهي أنه إذا لم تنهِ إسرائيل المواجهة في الشمال بحسم واضح يرمم الردع، ليس تجاه حزب الله فقط، وإنما تجاه إيران أيضاً، فإننا قد نواجه، خلال سنوات قليلة، هجمات متكرّرة، غايتها استنزاف إسرائيل عسكرياً، ونفسياً بالأساس، وجعلها تنهار داخل نفسها".

وتابع أن "هذا الوضع سيتفاقم عندما تمتلك إيران بعد فترة ليست طويلة سلاحا نووياً أو قدرة لصنع سلاح كهذا. وخلاصة القول هي أن إسرائيل ملزمة بتغيير أهداف الحرب. وهزيمة حماس العسكرية وتحرير المخطوفين لم يعد كافياً. والشمال هو الأساس الآن، وليس كافياً إعادة الوضع إلى سابق عهده هناك وتوقع أن صواريخ ومسيّرات حزب الله ستصدأ مع مرور الوقت".

 
وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإن "غالانت والجنرالات يريدون السعي بأسرع ما يمكن إلى إنهاء العملية العسكرية في رفح، والانتقال إلى اقتحامات محدودة في قطاع غزة، وتركيز جهود الجيش على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله في الشمال".

وأضاف أن "نتنياهو، وفقاً لجميع المؤشرات، يتحفظ على الانسحاب من القطاع، ولا يشارك غالانت وهاليفي الرأي بأن السعي لصفقة مخطوفين (تبادل أسرى) أصبحت ملحة ومهمّة. ووفقاً للأصوات التي تتعالى من جانب المحيطين بنتنياهو، منذ نهاية الأسبوع الماضي، فإنه يتوقع مواجهة عاصفة" في الفترة القريبة. وقال الجنرال المتقاعد المقرب من نتنياهو، إيفي إيتام، لإذاعة 103FM، إن الحرب ستطول ثلاث سنوات. سنة في غزة، وسنة في لبنان وسنة ثالثة من أجل "بلورة كل ما هو مرتبط بإيران".

وتظاهر آلاف الإسرائيليين مساء الإثنين مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، وآخذين على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إدارته للحرب في غزة وفشله في إعادة "عشرات" الرهائن التي لا تزال حركة حماس تحتجزهم في القطاع الذي شهد هدوءاً نسبياً.
 

وأتت هذه التظاهرة بعد أسبوع تقريبا على استقالة الزعيمين الوسطيين بيني غانتس وغدي انسينكوت وهما قائدان سابقان للجيش من حكومة الحرب ما أدى إلى حل هذه الهيئة التي شكلت بعد السابع من تشرين الأول.

وبالرغم من مغادرة هاتين الشخصيّتين المعارضتين اللتين انضمتا إلى الحكومة لإظهار وحدة البلاد بعد هجوم حماس، لا يزال بنيامين نتانياهو مع حلفائه يحتفظ بالأغلبية في البرلمان.

وقال مفاوض إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس إن إسرائيل على يقين بأن "عشرات" الرهائن ما زالوا على قيد الحياة.

وأضاف "لا يمكننا أن نتركهم هناك لفترة طويلة. سوف يموتون"، لافتاً إلى أن الأغلبيّة العظمى منهم محتجزون لدى حماس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium