النهار

قصف قرب مقر للصليب الأحمر في غزّة... والأزمة المعيشية تتفاقم!
المصدر: "أ ف ب"
قصف قرب مقر للصليب الأحمر في غزّة... والأزمة المعيشية تتفاقم!
دعوات لمقاطعة إسرائيل بسبب حرب غزّة (أ ف ب).
A+   A-
تتواصل المعارك السبت بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في القطاع غداة مقتل 22 شخصا وإصابة 45 بجروح في إطلاق مقذوفات قرب مكتب للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، في حين أفاد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أن ليس هناك أي مكان آمن في قطاع غزة.

كما يثير تبادل النيران بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله اللبناني على الحود الشمالية والتهديدات المتبادلة، الخشية من توسع نطاق الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إنّ لبنان لا يمكن أن يصبح "غزة أخرى" منددا ب"الخطاب العدائي" لإسرائيل وحزب الله الذي يثير مخاوف من كارثة "لا يمكن تصورها".
 
قتيل إسرائيلي إثر اشتباكات غزّة - أ ف ب
 
وجاءت تصريحاته فيما صعدت إسرائيل ضرباتها في قطاع غزة حيث أفاد مستشفى في مدينة غزة بمقتل 30 شخصا على الأقل الجمعة.

وتواصلت المعارك السبت وأفاد شهود عيان عن معارك بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية في غزة.

وفي حي الزيتون بغزة أطلقت مروحيات إسرائيلية النار على مقاتلين، وفق شهود عيان.

في تلك الأثناء قال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت تنفيذ عمليات في وسط غزة استهدفت بنية تحتيةعسكرية ومنشآت تخزين وقضت على عدد كبير من المسلحين.

يوم صعب وعنيف 
في جنوب غزة أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليل الجمعة سقوط "قذائف من العيار الثقيل" ألحقت أضرارا بمكتبها في غزة الذي يوجد في محيطه مئات المدنيين النازحين، وهو ما أدى أيضا إلى مقتل 22 شخصا وجرح 45 آخرين.

وقالت في بيان على منصة إكس إن إطلاق النار بشكل خطير بالقرب من "منشآت إنسانية تعلم أطراف النزاع بمواقعها وتحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح، يعرض حياة المدنيين وموظفي الصليب الأحمر للخطر".

قالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس إن 25 قتيلا و50 جريحا سقطوا في القصف الذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل. واشارت الوزارة إلى أن القصف الإسرائيلي "استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي" المحيطة بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 
دخان يتصاعد من رفح - أ ف ب
 
ولم يعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأي دور في الواقعة التي قال إنها "قيد المراجعة". وأضاف لفرانس برس أن "التحقيق الأولي الذي أجري يدل الى أنه لا يوجد ما يؤشر الى أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ غارة في المنطقة الإنسانية في المواصي. الحادثة قيد المراجعة".

وفي شمال القطاع قال مدير مستشفى الأهلي "كان نهاراً صعباً وعنيفاً للغاية في مدينة غزة ... حتى الآن، وصل حوالى 30 شهيداً إلى مستشفى الأهلي".

وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل بمقتل خمسة موظفين بلديين إثر تعرض مبنى تابع للبلدية للقصف في وسط مدينة غزة.

كارثة لا يمكن تصورها 
تزامنا أعلن حزب الله الجمعة شن عدة هجمات على القوات الإسرائيلية ومواقع قريبة من الحدود، من بينها هجومان بمسيرات.

ورد الجيش الاسرائيلي على الهجمات وقال في إن طائراته قصفت الجمعة موقعا عسكريا لحزب الله في منطقة الخيام وموقعا عسكريا لحزب الله في منطقة ميس الجبل وبنية تحتية لحزب الله في منطقتي الطيبة وطلوسة في جنوب لبنان.

والسبت، قُتل قيادي عسكري من الجماعة الإسلامية جراء ضربة اسرائيلية على شرق لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني والجيش الإسرائيلي.

وينقسم الخبراء حول احتمال نشوب نزاع إقليمي بعد تسعة أشهر تقريبا من الحرب التي تشنها إسرائيل للقضاء على حماس في قطاع غزة.

ووسط تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن خطط الهجوم في لبنان "تمت المصادقة عليها وإقرارها".

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب شديد اللهجة الأربعاء، من أنّ أيّ مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ الحزب، في حال هاجمت إسرائيل لبنان. وهدد أيضا قبرص المجاورة العضو في الاتحاد الأوروبي.

وندد غوتيريش ب"الخطاب العدائي" لإسرائيل وحزب الله والذي يثير مخاوف من كارثة "لا يمكن تصورها".

وحذر غوتيريش من أن "خطر اتساع رقعة النزاع في الشرق الاوسط هو أمر فعلي ويجب تجنبه. اي خطوة غير عقلانية، أي خطأ في الحساب، قد يتسببان بكارثة تتجاوز الحدود الى حد بعيد، (كارثة) لا يمكن بصراحة تصورها".

ودعت الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، إلى وقف التصعيد.

لم يبق شيء 
اندلعت الحرب في غزة إثر شنّ حماس هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37551 شخصا في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وأكدت الحكومة القطرية الجمعة أنها تواصل جهود الوساطة التي تبذلها بهدف "ردم الهوة" بين إسرائيل وحركة حماس والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وأدت الحرب إلى تدمير معظم البنى التحتية في غزة وإلى نقص كبير في المواد الغذائية والوقود وسلع أساسية أخرى.

في 16 حزيران/يونيو أعلن الجيش الاسرائيلي "هدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية" في شارع في جنوب قطاع غزة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية.
 
 
لكن الطبيب ريتشارد بيبركورن من منظمة الصحة العالمية قال إن الوقف المؤقت والجزئي اليومي للقتال "لم يكن له أيّ تأثير" على تيسير وصول المساعدات التي يحتاج اليها سكّان القطاع بشكل ملحّ.

وقال هشام سالم من مخيم جباليا لوكالة فرانس برس: "كانت الأسواق... ممتلئة، لكن الآن لم يبق شيء. أتجول في السوق بأكمله ولا أجد كيلو بصل، وإذا وجدت... سعره 140 شيكل (37 دولارا)".

وقال الطبيب ثانوس غارغافانيس المسؤول عن الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن الأمم المتحدة تحاول "العمل في بيئة غير صالحة للعمل".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن 17 من 36 مستشفى في غزة تعمل ولكن بشكل جزئي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل جنديين في غزة ما يرفع حصيلة قتلاه منذ بدء العمليات البرية إل 312 على الأقل.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium