النهار

غارات إسرائيليّة ومعارك تخلّف قتلى في غزة... خطط نتنياهو لتوسيع الحرب ستؤدي إلى "كارثة كبيرة"
المصدر: أ ف ب
غارات إسرائيليّة ومعارك تخلّف قتلى في غزة... خطط نتنياهو لتوسيع الحرب ستؤدي إلى "كارثة كبيرة"
رجل يقف وسط أنقاض منزل شقيقة إسماعيل هنية بعد تعرضه لقصف إسرائيلي في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة (25 حزيران 2024، أ ف ب).
A+   A-
نفّذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف مدفعي وغارات خلفت الكثير من القتلى في قطاع غزة، حيث تدور معارك مع مقاتلي حماس في رفح في الجنوب، في وقت حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من خوض حرب مع حزب الله اللبناني يمكن أن تتطور إلى نزاع إقليمي.

وفي شمال القطاع المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ تسعة أشهر تقريبا، قال الدفاع المدني إن ثلاثة أطفال وامرأة قتلوا في وقت مبكر الأربعاء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في بيت لاهيا.
 
كذلك استهدف القصف منزلا في حي الشجاعية بمدينة غزة.

وفي رفح، أفاد شهود عيان عن اندلاع معارك بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين في غرب المدينة.

وقال محمد المغير المسؤول في الدفاع المدني في غزة لوكالة فرانس برس، إن طواقمه انتشلت جثث "15 شهيدا من مناطق مختلفة في مدينة رفح خلال الساعات الماضية".

وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "60 شهيدًا و140 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الأربعاء.

لكن المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل قال إن القصف والغارات  الإسرائيلية كانت أقل كثافة صباح الأربعاء.

وأدت الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول إلى تبادل يومي تقريبا للقصف وإطلاق النار عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين حزب الله، حليف حركة حماس الإسلامية، والجيش الإسرائيلي.

-"كل السيناريوهات المحتملة"-
وعلى الرغم من تراجع حدة تبادل إطلاق النار في الأيام الأخيرة، إلا أن التصعيد والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله الأسبوع الماضي أثارت مخاوف من نشوب حرب جديدة.

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال استقباله نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت في البنتاغون الثلثاء، من أن "الحرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تتحول بسهولة حربا إقليمية، ستكون عواقبها وخيمة على الشرق الأوسط".

وقال غالانت "نعمل بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق، ولكن يجب علينا أيضًا الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة".

في 19 حزيران، حذّر حسن نصر الله الأمين العالم لحزب الله الذي يحظى بنفوذ كبير في لبنان، من أنه لن يسلم "أي مكان" في إسرائيل من صواريخ حركته، غداة من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أقر "الخطط العملياتية" لهجوم محتمل على لبنان.

وبعد أربعة أيام، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المرحلة "المكثفة" من القتال تقترب من نهايتها في قطاع غزة، قائلاً إنه بعد ذلك، يمكن لإسرائيل "إعادة نشر بعض القوات في الشمال" عند الحدود مع لبنان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء "يبدو أن إسرائيل التي دمرت غزة، تضع لبنان نصب عينيها الآن ونرى أن القوى الغربية تربت على كتف إسرائيل في الكواليس لا بل تدعمها"، مشددا على أن خطط "نتنياهو لتوسيع الحرب إلى المنطقة ستؤدي إلى كارثة كبرى".

وفي ظل "وضع لا يمكن التكهن بتطوراته" بحسب تعبيرها، دعت كندا رعاياها إلى مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن.

- "اقتلاع حماس" -
فتح حزب الله الجبهة مع إسرائيل لمؤازرة حماس في اليوم التالي للهجوم الذي شنته الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول في جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصا اختطفوا خلال الهجوم، لا يزال 116 محتجزين في غزة، توفي منهم 42، بحسب الجيش.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنت هجوما واسعا مدمرا على غزة أدى حتى الآن إلى مقتل 37718 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة للحكومة التي تقودها حماس. وقال الوزارة إن عدد المصابين ارتفع إلى 86377. وتؤكد الوزارة إن معظم القتلى والجرحى من المدنيين.

وبإعلانه أن المرحلة "المكثفة" من القتال، وخصوصا في رفح هي "على وشك الانتهاء"، أكد نتنياهو من جديد أن الحرب ستستمر ضد حماس، التي تولت السلطة في غزة في 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

وقال إن الهدف هو "استعادة الرهائن" و"اقتلاع نظام حماس".

- "مستوى الجوع كارثي" -
وفي الشهر التاسع من الحرب، يواصل الجيش الإسرائيلي حصاره المفروض على نحو 2,4 مليوني نسمة في القطاع الذي يهدده خطر المجاعة على نحو "كبير ومستمر" وفقا لتقرير إطار التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي تعتمد عليه وكالات الأمم المتحدة.

وبحسب هذا التقرير، ما زال نحو نصف مليون شخص يعانون من الجوع بمستويات "كارثية" في غزة.

وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "في كل يوم يفقد 10 أطفال ساقا أو ساقين في المتوسط (في غزة). عشرة أطفال يوميا يعني أنهم نحو 2000 طفل بعد أكثر من 260 يوما من هذه الحرب الوحشية".

ولا ترحم الحرب عمال الإغاثة أيضا، إذ أعلنت منظمة أطباء بلا حدود على منصة إكس مقتل أحد العاملين فيها وهو فادي الوديعة مع خمسة أشخاص آخرين، من بينهم ثلاثة أطفال، في هجوم في مدينة غزة بينما كان يقود دراجته متوجها إلى العمل.

وأكد الجيش أنه قتل فادي الوديعة الذي صوره على أنه "عنصر مهم" في حركة الجهاد الإسلامي التي تقاتل إلى جانب حماس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium