وقفات "النهار" جيبوتي من الاستعمار إلى الاستقلال (1862-1977)

تقع جيبوتي على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب في منطقة القرن الأفريقي الذي لعب دوراً محورياً ثقافياً وتجارياً بين أفريقيا والجزيرة العربية. ومعروفٌ أن الإسلام دخل البلاد في عام 825 مع قدوم التجار العرب من شبه الجزيرة العربية. في عام 1862، وقّع قادة البلاد المحليين معاهدات مع الفرنسيين أسسوا بموجبها مستعمرة كانت عاصمتها الأولى أوبوك في شمال البلاد، وفي عامي 1884 و1885، وسّعت فرنسا محميتها لتشمل شواطئ خليج تاجورة وأرض الصومال، ليتم تأسيس مدينة جيبوتي في عام 1888. وفي عام 1892، نُقلت العاصمة الإدارية من أوبوك إلى جيبوتي. وفي عام 1896، سُمّيت جيبوتي أرض الصومال الفرنسية، وحدّدت فرنسا والإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني حدودها في عام 1897.جذبت المستعمرة الفتية، التي تتمتع بميناء طبيعي جيد وبسهولة الوصول إلى المرتفعات الإثيوبية، القوافل التجارية العابرة شرق أفريقيا، والمواطنين الصوماليين الآتين من الجنوب، وبدأ إنشاء خط السكة الحديد الفرنسي – الإثيوبي الذي يربط جيبوتي بقلب إثيوبيا في عام 1897، ووصل إلى أديس أبابا في حزيران (يونيو) 1917، ما أدى إلى تسهيل التبادل التجاري. في أثناء الغزو الإيطالي لإثيوبيا في ثلاثينيات القرن الماضي، وفي خلال الحرب العالمية الثانية، حدثت مناوشات حدودية بين القوات الفرنسية والإيطالية. حكمت "حكومة فيشي" (الفرنسية) هذه المستعمرة بعد سقوط فرنسا بيد دول المحور، حتى كانون الأول (ديسمبر) 1942، حين استعادتها "قوات فرنسا الحرة" وقوات الحلفاء. وشاركت كتيبة محلية من جيبوتي في تحرير فرنسا من ألمانيا النازية في عام 1944.بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تثبيت حدود جيبوتي باتفاقيات مع الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي الأول في عامي 1945 و1954.في 22 تموز (يوليو) 1957، أعيد تنظيم المستعمرة لمنح الناس قدراً كبيراً من الحكم الذاتي. وفي اليوم نفسه، أنشأ مرسوم، يطبق قانون الإصلاح في ما وراء البحار (Loi Cadre) الصادر في 23 حزيران (يونيو) 1956، جمعية إقليمية انتخبت ثمانية من أعضائها لمجلسها التنفيذي. كان أعضاء هذا المجلس التنفيذي يحملون لقب وزير، ويقدمون المشورة للحاكم العام الذي تعيّنه فرنسا.في أيلول (سبتمبر) 1958، جرى استفتاء دستوري اختار فيه أهالي أرض الصومال الفرنسية الانضمام إلى المجتمع...