استذكر مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح ابنه حمزة في ذكرى عيد ميلاده الـ28 بكلمات مؤثّره إذ كتب على منصّة "إكس": "أهٍ يا حمزة الروح، ويا مهجة القلب، ويا كل شئ … في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وعشرون عاماً أكرمني الله بمجيئك إلى الدنيا، فكنت فرحتي، ولهفتي ولوعتي.. وقبل سبعة أشهر من عمر أبشع الحروب ، قتلوا الفرحة وابقوا اللوعة.. فماذا أقول لك يا بني في يوم ميلادك، فلقد انفطر القلب شوقاً لك ولهم جميعا، فنم قرير العين بجوار ربك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وقبل أشهر كتب الدحدوح معايداً ابنه محمود الذي فقده كذلك في حرب غزّة: "كان محمود يحب الحياة.. وكان دائما مفعم بالحيوية والحياة".
وتابع بتأثر: "في كل مناسباتنا كان محمود هو المناسبة ذاتها.. وكان ينتظر أيام ميلاد والده ووالدته، إخوته وأخواته، ليصنع ويوزع الفرح في البيت، خاتما كلامه بالقول: "يصادف اليوم يوم ميلاد محمود.. رحمك الله يا روح الروح وكل عام وأنت بخير".
وعلى مدار السنوات والحروب التي عاشتها غزة، قدم الدحدوح أغلى ما عنده، فنحو 20 من أقاربه وزوجته وثلاثة من أولاده وحفيدته قتلوا، وكذلك إخوته وأبناء عمومته وأبناء عمته، ومعظمهم قضوا في حوادث اغتيالات بالطائرات الإسرائيلية.
وخلال الحروب المتتالية على القطاع، وزع الدحدوح أبناءه بين 3 بيوت لأقاربه، بعضهم عند أخوالهم وآخرون عند أعمامهم "لعله يبقى منهم أحد حيا لو استهدفهم الاحتلال" كما يقول في حوار صحافي.
وحدث ما كان يخشاه، ففي يوم 25 تشرين الأول 2023، استهدفت طائرات إسرائيلية بيتاً توجد فيه أسرة الدحدوح بمخيم النصيرات وسط القطاع، فقصت في الغارة زوجته وابنه وابنته.
ونجا وائل من قصف إسرائيلي استهدفه برفقة زميله المصور سامر أبو دقة أثناء محاولتهما نقل صور الدمار التي خلفها قصف إسرائيلي على مدرسة في خانيونس، مما أدى إلى إصابة وائل بجروح متفرقة ومقتل زميله المصور سامر، كما اغتيل نجله الصحافي حمزة الدحدوح يوم 7 كانون الثاني 2024، إثر استهدافه بصاروخ من طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت سيارة كان يستقلها مع صحافي آخر في منطقة المواصي جنوبي غربي قطاع غزة.