حذّرت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" غير الحكومية، الأربعاء، من "خطر مجاعة" في جنوب السودان المهدد بفيضانات غير مسبوقة منذ 60 عاما خلال الأشهر المقبلة.
وجاء في بيان للمنظمة البريطانية أن جنوب السودان الذي استقل عن السودان في العام 2011 "في حالة تأهب لمواجهة كارثة إنسانية ومناخية وشيكة في الأشهر المقبلة"، مؤكّدة أن البلاد ستشهد أسوأ فيضانات منذ 60 عاما "ما سيدفع أجزاء من البلاد إلى حافة المجاعة".
وتستند المنظمة إلى بيانات من "فامن إيرلي وورننغ سيستمز نتوورك" (شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة)، وهي منظمة لمراقبة الأمن الغذائي، "تظهر أن فيضانات هائلة ستتسبب بخطر مجاعة في جنوب السودان في الفترة من حزيران 2024 إلى كانون الثاني 2025".
والأشخاص الذين سيكونون الأكثر تضررا بهذه الفيضانات "عانوا أصلا سنوات من الصراع والجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية والفيضانات السابقة، وفي الفترة الأخيرة تدفق اللاجئين بعد 15 شهرا من الحرب المستمرة في السودان".
وأُعلنت المجاعة في جنوب السودان عام 2017 في لير وماينديت في ولاية الوحدة، وهما منطقتان كانتا بؤرتين للعنف بعد الاستقلال.
وأشارت المنظمة إلى أن ولاية الوحدة من الأكثر عرضة للمجاعة بسبب الفيضانات.
ويشهد جنوب السودان أزمة اقتصادية متفاقمة خصوصا بسبب الفساد المستشري في البلاد.
وبحسب "سايف ذي تشيلدرن" يحتاج تسعة ملايين شخص في جنوب السودان، أي ما يعادل 75% من السكان، من بينهم حوالى خمسة ملايين طفل، إلى مساعدات إنسانية.
ويقول محلّلون إن القتال المستمر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان 2023 فاقم الوضع.
وخلّفت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وتسببت في نزوح ملايين آخرين، لجأ أكثر من 700 ألف منهم إلى جنوب السودان.
كذلك، فقد جنوب السودان منذ شباط أحد مصادر دخله الرئيسية بعد تضرّر خط أنابيب في السودان بسبب الحرب، كانت الدولة تصدّر نفطها عبره.