النهار

سكان غزّة يأكلون أوراق التوت وسط خطر المجاعة!
المصدر: "رويترز"
سكان غزّة يأكلون أوراق التوت وسط خطر المجاعة!
مأساة إنسانية في قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-
يشقّ أحمد الشنبري وثلاثة من أبنائه طريقهم وسط الأنقاض والمباني التي دمّرتها الحرب في قطاع غزة ويخاطرون بحياتهم لقطف أوراق التوت لتكون طعامهم، وهو مشهد بات متكرّراً في أنحاء القطاع في ظل معاناة الفلسطينيين من تفشي الجوع.

وقال الشنبري، الذي يخاطر مثل العديد من سكان غزة بالتعرض للقصف الإسرائيلي أثناء بحثه عن الطعام: "الواحد ماشي وخايف بأمانة الله. والضرب شغال وكل شي شغّال".

وتُنظّف فاطمة زوجة أحمد أوراق التوت وتغليها على موقد مصنوع من الصفيح والحديد المجمع يدويّاً.

وقالت فاطمة: "إحنا غسّلناه... وبعدين غسلناه صفيناه وجينا حطيناه في الماية المغلية عشان ينسلق. عشان يُقدّر الأولاد يتقبلوه مع أن هو يعني مفيش حدا بيتقبله لا طعمه ولا لونه أساساً".

وتابعت قائلة في أسى: "اتطلّع... هذا ما بيتاكل هذا أكل دواب بسلقه لأولادي وبعمل المستحيل عشان يتقبلوه. هاي. سلقته وبيضل فيه مرار. إش بدنا نعمل؟ قلة الأكل. فيش أكل. الشمال كله. كله كله بيعاني من قلة الأكل".

وتكافح أسرة الشنبري المكونة من ثمانية أفراد من أجل البقاء، مثل الكثير من الفلسطينيين في القطاع، حيث يعيش 2,3 مليون نسمة في واحد من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم وهم يواجهون نقصا في الغذاء والماء والدواء والوقود.

وتقول فاطمة: "من أول الحرب والله ما دقّنا ولا إشي. عايشين على القلة".

وفي بيان صدر في التاسع من تموز، قالت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين المفوضين من الأمم المتحدة إن المجاعة انتشرت في جميع أنحاء القطاع. وقالت البعثة الدبيلوماسية الإسرائيلية في جنيف إنّ البيان يصل إلى حد "التضليل".

وأضافت البعثة: "إسرائيل تعمل باستمرار على زيادة تنسيقها ومساعدتها في إيصال المساعدات الإنسانية في أنحاء قطاع غزة، إذ قامت أخيراً بربط خط الكهرباء الخاص بها بمحطة تحلية المياه في غزة".

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، توفي ما لا يقل عن 33 طفلاً بسبب سوء التغذية، معظمهم في الشمال الذي يشهد وطأة الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن.

والشهر الماضي قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التي تدعمها الأمم المتحدة، إن قطاع غزة لا يزال معرّضاً بقوة لخطر المجاعة مع استمرار الحرب وتقييد وصول المساعدات. وأوضحت المبادرة أنّ أكثر من 495 ألفاً يواجهون المستوى الأشد أو "الكارثي" لانعدام الأمن الغذائي.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium