يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية الواسعة في مدينة غزة، الجمعة، في حين تعرّضت مناطق عدة في القطاع المحاصر لقصف أوقع مزيدا من القتلى، بعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن "تقدّم" في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة.
في الشهر العاشر من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية، اقترحت حماس تشكيل حكومة مستقلة مكونة من شخصيات ليس لها انتماء سياسي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بعد الحرب.
في هذه الأثناء، يتواصل القتال من شمال القطاع المحاصر إلى جنوبه حيث أفادت وزارة الصحة أن "نُقل الى المستشفيات 32 شهيدا غالبيتهم من الاطفال والنساء مع مواصلة ارتكاب الاحتلال للمجازر وجرائم الابادة في قطاع غزة".
وأحصى مكتب الاعلام الحكومي التابع لحماس "أكثر من 70 غارة جوية استهدفت منازل مدنيين ومنشآت صحية وتجارية، في تل الهوى والصبرة والرمال بمدينة غزة (في الشمال) ومنطقة المغراقة ومخيم النصيرات (في الوسط) وخان يونس ورفح (في الجنوب)".
ووفق المصدر نفسه "ما زالت الدبابات تسيطر (في مدينة غزة) على منطقة تل الهوا والصبرة ومحيط مشفى أصدقاء المريض وبالقرب من مفترق السرايا بحي الرمال وسط قصف مدفعي ومن المسيِّرات".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح، حيث قال إنه قتل عددا من المقاتلين "في قتال متلاحم وضربات جوية" وفكك بنى تحتية تابعة للفصائل الفلسطينية.
وفي الوسط قال الجيش إنه قتل أيضا أعددا من المقاتلين ودمر ورشة قال إنها تستخدم لإنتاج الأسلحة وعثر على مبالغ مالية. وفي بيت حانون في الشمال، قال إن طائرته استهدفت مواقع أطلقت منها قذائف باتجاه جنوب إسرائيل الخميس.
أ ف ب
- الشجاعية: منطقة منكوبة -
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع "انتشال أكثر من 62 شهيداً من حي الشجاعية (في مدينة غزة) حتى صباح الجمعة وما زال العشرات من المفقودين تحت الأنقاض".
وقال إن "حي الشجاعة بات حيا منكوبا ولم يعد صالحا للسكن، فالاحتلال دمر بشكل كلي أو بليغ 85% من منازله ومحلاته التجارية وأسواقه والبنية التحتية، وشرد نحو 120 الف مواطن منه".
دعا الجيش الاسرائيلي الأربعاء جميع سكان مدينة غزة إلى إخلائها باعتبارها "منطقة قتال خطيرة". وشمل ذلك ما بين 300 ألف و350 ألف فلسطيني، بحسب الأمم المتحدة.
تقول أم إيهاب عرفات، وهي تجلس على كومة من الرمال محاطة بأطفالها "تهجرنا أربع مرات. نحن نريد هدنة كاملة حتى نتمكن من العودة إلى بيوتنا".
وفي وسط مدينة غزة، شاهد مراسل وكالة فرانس برس مباني أكلتها النيران وأخرى لحقت بها أضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل، فيما تواصل المسيَّرات العسكرية التحليق فوق المنطقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد الخميس بضربة مسيًرة في شمال إسرائيل، فيما تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادلاً يومياً لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني، حليف حماس.
ودوت صفارات الإنذار مجدداً في شمال إسرائيل صباح الجمعة. وسقط صاروخ أطلق من لبنان على أرض خلاء من دون وقوع إصابات، بحسب الجيش.
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
- قنابل أميركية -
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، بحسب الجيش.
ردا على ذلك، توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنت هجوما مدمراً واسع النطاق أسفر حتى الآن عن مقتل 38345 شخصا، معظمهم من المدنيين، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الخميس.
قالت قاضية محكمة الاستئناف العليا في جنوب إفريقيا نامبيثا دامبوزا الخميس إن "لا شيء تقريبا" يمكن أن يردع اسرائيل عن مواصلة هجومها في قطاع غزة، رغم الدعوى التي رفعتها بلادها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل التي تتهمها بارتكاب إبادة جماعية.
وأشار مسؤول أميركي من جانبه إلى أن الولايات المتحدة ستستأنف عمليات تسليم إسرائيل قنابل زنة 226 كيلوغراماً بعد تعليقها في أيار عندما أبدت واشنطن مخاوف بشأن الهجوم البري على رفح.
هذا رغم أن الوضع المأسوي في القطاع المدمر والمعزول تقريبا عن العالم يتفاقم. وفي حين يتضور السكان المشردين بمعظمهم جوعاً، تنتظر المساعدات الإنسانية على الجانب الفلسطيني عند حاجز كيرم شالوم في الجنوب. وتحمل الأمم المتحدة مسؤولية عرقلة توزيعها لإسرائيل التي تنفي ذلك.
من جانبها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها لم تتمكن من إدخال سوى خمس شاحنات تحمل مساعدات طبية إلى غزة الأسبوع الماضي.
على المستوى الديبلوماسي، استؤنفت الجهود التي ترعاها قطر ومصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح عدد من الرهائن.
- مسائل معقدة -
قال بايدن الجمعة "إنها مسائل صعبة ومعقدة. ما زالت هناك فجوات يتعين علينا جسرها.
وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الجمعة إن حركته اقترحت حكومة من شخصيات ليس لها انتماء حزبي لتتولى السلطة في غزة والضفة الغربية بعد الحرب.
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس برئيس الوفد الإسرائيلي العائد من الدوحة رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع، وفق بيان رسمي قال إنه تقرر إرسال وفد برئاسة رئيس الشاباك (الأمن الداخلي) رونين بار إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.
لينت حماس موقفها الأحد مع موافقتها على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن من دون اشتراط وقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل.
ولم يكف نتنياهو عن القول إنه سيواصل الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن.