قُتِل 32 شخصا الليلة الماضية جراء القصف والغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أنحاء مختلفة من قطاع غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الجمعة.
كذلك، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة العثور على نحو 40 جثة في حيي تل الهوى والصناعة في مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منهما اليوم.
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر والمدمّر في وقت تحاول الدول الوسيطة تحريك المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يتضمن إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا أثناء هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، والذي أدى إلى اشتعال الحرب.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس في بيان مقتضب "نُقل الى المستشفيات 32 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء مع مواصلة ارتكاب الاحتلال المجازر وجرائم الإبادة في قطاع غزة".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في رفح في جنوب القطاع حيث قتل عددا من "الإرهابيين" في "قتال متلاحم وضربات جوية"، ودمّر بنى تحتية عسكرية.
في الوسط، قال الجيش إنه قتل أيضا أعددا من المقاتلين ودمّر ورشة قال إنها تستخدم لإنتاج الأسلحة وعثر على مبالغ مالية.
- "أين الصليب الاحمر؟" -
وقال المدرّس طارق غانم (57 عاما) لوكالة فرانس برس من جي الرمال "خلّف الجيش الإسرائيلي وراءه دمارا هائلا ومباني محروقة قبل انسحابه". وتساءل "لا أعرف ما ذنب المدنيين... الدور مشتعلة والقذائف طالت كل مكان"، مشيرا الى أن الناس غادروا منازلهم.
وأضاف "نحن صابرون، لكن الوضع سيء جدا ولا يُحتمل. هناك جثث في الطرق منذ أسبوع وأخرى منذ أربعة أو خمسة أيام. لا يوجد من ينتشلها. هناك مصابون في كلّ مكان ولا أحد يستطيع الوصول إليهم. لا يوجد دفاع مدني أو صليب أحمر... أين الصليب الأحمر لإجلاء المصابين؟".
وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة بيانا أعلنت فيه أنها "تلقّت مئات الاتصالات خلال الأيام الأخيرة من أشخاص يائسين يطلبون النجدة، وأن عائلات بكاملها عالقة وتحتاج الى الأمن"، مضيفا أن "الحاجة أكبر بكثير من القدرة على التجاوب".
وأكد مسؤول الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل بدوره أن "هناك الكثير من المناشدات، لكننا لا نستطيع الوصول اليها، في كل مكان في مدينة غزة. لا توجد حصانة لنا أو للطواقم الطبية او للجرحى. ولا يوجد لدينا عدد كاف من المسعفين".
وأضاف أن "الاحتلال دمّر مركز صبحة الطبي شرق الشجاعية الذي كان يقدّم الإسعافات الأولية لنحو 60 ألف مواطن".
وأشار إلى أن"بقاء الجثث تحت الأنقاض يسبّب انتشار الأمراض"، مطالبا بتوفير آليات للحفر وإخراج الجثث.
وانسحب الجيش الإسرائيلي من حي الشجاعية قبل أيام بعد أسبوعين من المعارك الضارية.
وروى أبو مازن الدحدوح من حي تل الهوى أن بيته تعرّض للقصف. "خرج أبنائي مع زوجاتهم وجيراننا. لكن أولادي احتُجزوا (من القوات الإسرائيلية) بينما تُركت النساء. عاد الجيش عصرا إلينا ومعهم أحد أبنائي مصاب في كتفه بالرصاص. طلبوا منا أن نأخذه للعلاج. وابني الآخر اعتقلوه".
وبكى قائلا "لا أعرف ماذا سيحلّ بنا... لا نعرف أين نذهب...".
من جهة أخرى، قال بصل لوكالة فرانس برس الجمعة "منذ ساعات الصباح وحتى هذه اللحظة، تم انتشال حوالى 40 شهيدا من حيي تل الهوى والصناعة بمدينة غزة. وهناك عشرات الشهداء لا زالوا في الطرق وتحت الأنقاض والعمل جارٍ لانتشالهم".
كذلك، أعلن الدفاع المدني في القطاع انتشال "أكثر من 62 شهيدا" من حي الشجاعية في شرق غزة حتى صباح الجمعة"، مشيرا الى أ