وقفات "النهار" مجزرة حماة صراع الأسد وجماعة "الإخوان المسلمين"

جو حمّورة كمثل الكثير من الدول العربية الأخرى، تميّزت التطورات السياسية السورية في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته بصراعات دموية بين الحكم العسكري الآتي إلى السلطة بانقلابات دموية، والجماعات الإسلامية الرافضة لحكم المؤسسة العسكرية وضباطها. تميّزت تلك العقود في سوريا، تحديداً، بصراع سياسي وفكري ودموي بين "حزب البعث العربي الاشتراكي" الصاعد إلى السلطة منذ عام 1963 وجماعة "الإخوان المسلمين" المعارضة.بلغ الصراع الدموي هذا ذروته في شباط (فبراير) 1982 حين وقع تمرد "إسلامي" في مدينة حماة الواقعة غرب وسط سوريا، في منتصف المساحة الجغرافية الرابطة بين العاصمة دمشق وثاني أكبر مدينة سورية، حلب. فما كان من حافظ الأسد، رئيس الجمهورية السورية في حينها، إلا أن قمع التمرد بالقوة بعدما حاصر المدينة بفرقة عسكرية من 12 ألف مقاتل كانوا بإمرة رفعت الأسد، الشقيق الأصغر لحافظ الأسد.في ذلك العام وما قبله، كانت مدينة حماة "معقلاً" للقوى الإسلامية، وقد شهدت سلسلة من التمردات على حكم "البعث". كان الخلاف على السلطة في أوجه، تماماً كما كان الصراع على هوية سوريا. كان "البعث"، ذات النواة الصلبة المنتمية بمجملها إلى المذهب العلوي، يريد تطبيق نظام اشتراكي يتدخل في السوق، كما تحييد العنصر الديني ومؤسساته عن لعب أي دور فعّال في الحياة السياسية. في المقابل، كانت الجماعات الإسلامية، وتحديداً جماعة "الإخوان المسلمين" يرون في فكر "البعث" خطراً على الدين الإسلامي، كما يرفضون التدخل الحكومي والمركزي بحركة السوق. قد يكون غرق الوجود العسكري السوري في وحول لبنان خلال تلك الفترة لعب دور المحفز ليصعّد الإسلاميون من عملياتهم العسكرية والأمنية ضد القوات النظامية السورية. لم يقتصر الأمر على مهاجمة نقاط أمنية سورية والانقضاض على بعض الثكنات العسكرية والفروع الأمنية، بل تعدى ذلك إلى حد محاولة اغتيال حافظ الأسد في 26 حزيران (يونيو) 1980، خلال حفل استقبال رسميّ لرئيس دولة مالي، فيما اتهمت السلطات الرسمية جماعة "الإخوان" بالعملية.كان رد الأسد سريعاً. ففي اليوم التالي، تم الانتقام من "الإخوان المسلمين" بتنفيذ "سرايا...