قصفت القوات الإسرائيلية مناطق في وسط قطاع غزة، اليوم الأربعاء، كذلك نفذت دبابات إسرائيلية توغلا محدودا داخل رفح جنوب القطاع.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن القصف على وسط القطاع تسبب في مقتل تسعة فلسطينيين على الأقل حتى الآن.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 81 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب 198 آخرون في الضربات الإسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. ولا تفرق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين في حساب الخسائر البشرية.
وذكر مسؤولو الصحة أن ضربة جوية إسرائيلية وقعت في منتصف الليل تقريبا على منزل في الزوايدة في وسط القطاع قتلت ثمانية.
وفي رفح، نفذت دبابات مداهمة في شمال المدينة قبل أن تنسحب، وهو أسلوب انتهجته القوات الإسرائيلية في مناطق أخرى قبل أن تشن عمليات توغل أعمق. وتنفذ دبابات عمليات في أغلب مناطق المدينة منذ أيار لكنها لم تتوغل بعمق في الأحياء الشمالية بعد.
وقال مسعفون إن غارة إسرائيلية قتلت شخصين في رفح اليوم الأربعاء، كذلك قال سكان إن القوات فجرت عشرات المنازل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات "تواصل أنشطة عملياتية دقيقة ومبنية على معلومات مخابرات في منطقة رفح".
وأضاف أن القوات قضت على ما وصفها بأنها "خلية إرهابية" ومنصة إطلاق استخدمت لاستهداف قواته.
وتابع الجيش الإسرائيلي قائلا إن ضربات جوية استهدفت 25 موقعا في قطاع غزة في اليوم المنصرم وإن القوات تواصل عملياتها في وسط القطاع بما يشمل تفكيك منشآت استخدمت لمراقبة الجنود.
ورغم مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب، احتفظ مقاتلون فلسطينيون بقيادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالقدرة على شن هجمات على القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، كذلك يطلقون من حين لآخر وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش حقق مكاسب كبيرة وإن الضغط يحقق نتائج.
وذكر غالانت في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن الليلة الماضية "العمليات في غزة أدت إلى تهيئة الظروف اللازمة للتوصل إلى اتفاق على إعادة الرهائن".
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حماس. وتشير في إحصاءاتها إلى أن الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من تشرين الأول تسبب في مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
وقال الجيش أمس الثلثاء إنه تمكن من القضاء على نصف قيادات الجناح المسلح لحماس مع مقتل أو اعتقال نحو 14 ألف مقاتل منذ بداية الحرب.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على القطاع أودت حتى الآن بحياة أكثر من 38 ألف فلسطيني. وأعلنت إسرائيل عن مقتل 326 جنديا في معارك في قطاع غزة.
جهود الوساطة معلقة
يبدو أن الجهود الديبلوماسية التي يبذلها الوسطاء المصريون والقطريون بدعم من الولايات المتحدة لوقف الأعمال القتالية معلقة. لكنّ مسؤولين من جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل وحماس اللتان تبادلتا الاتهامات بالتسبب في الجمود الحالي، قالوا إنهم منفتحون على إجراء المزيد من المحادثات.
ويهدف أي اتفاق يتم إبرامه إلى إنهاء الحرب وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن العديد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن إسرائيل أطلقت اليوم الأربعاء سراح 13 فلسطينيا كانت قد اعتقلتهم في هجومها العسكري على غزة ونقلوا إلى مستشفى في وسط القطاع لتلقي العلاج.
واتهم العديد من بين مئات الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم في الأشهر الماضية القوات الإسرائيلية بسوء المعاملة والتعذيب.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن نحو 20 فلسطينيا لقوا حتفهم في السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم من غزة. وتنفي إسرائيل الاتهامات بالتعذيب.
على الجانب لآخر، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير من 252 صفحة عن هجوم السابع من تشرين الأول نشرته اليوم الأربعاء إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأربعة فصائل فلسطينية مسلحة أخرى على الأقل "ارتكبت العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين خلال الهجوم على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الاول 2023".
ووفقا لنتائج المنظمة، شمل هذا "هجمات متعمدة وعشوائية على المدنيين والأهداف المدنية، والقتل العمد لأشخاص محتجزين، والمعاملة القاسية وغيرها من سبل المعاملة اللا إنسانية؛ والعنف الجنسي والقائم على النوع، واحتجاز رهائن، وسرقة جثث والتمثيل بها، واستخدام دروع بشرية، والسرقة والنهب".
وتوصلت المنظمة إلى هذه النتائج بعد مقابلات مع ناجين وعمال إنقاذ وآخرين، وتتفق مع روايات آخرين ومع كثير مما توصل إليه تحقيق أجرته الأمم المتحدة الشهر الماضي وخلص إلى أن إسرائيل وحماس ارتكبتا جرائم حرب في المراحل الأولى من حرب غزة.
وردا على تقرير المنظمة، عبرت حماس عن رفضها "ما تضمنه تقرير هيومن رايتس ووتش من أكاذيب وانحياز فاضح للاحتلال، وافتقاد للمهنية والمصداقية". وطالبت المنظمة بسحب التقرير والاعتذار عنه.
وقالت حماس في بيان "تبنى تقرير هيومان رايتس ووتش الرواية الإسرائيلية كلها وابتعد عن أسلوب البحث العلمي والموقف القانوني المحايد، فصار أشبه بوثيقة دعائية إسرائيلية".