الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" اتفاق ١٧ أيار (مايو) 1983 من توقيعه وصولاً الى سقوطه وإلغائه إعداد: مجد بو مجاهد

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار"
وقفات "النهار"
A+ A-
لم يتوصّل كلّ من لبنان وإسرائيل إلى توقيع اتفاق 17 أيار (مايو) 1983 من لا شيء، فالقرار كان اتّخذ بعد مرحلة كثيرة التطورات، وهناك الأسباب التي أدّت إلى بلورة المعاهدة التي كانت بمثابة مشروع سلامٍ بين إسرائيل والحكومة اللبنانية آنذاك أثار جدلاً وخلافات في بين الفئات اللبنانية المختلفة. لكنّ الاتفاق طويت صفحته سريعاً، فألغي قبل أن تتم المصادقة عليه بعدما استطاع رافضوه أن يطيحوا فحواه. ويمكن اختصار الأوضاع التي أدّت إلى الوصول للاتفاق قبل خفوته في الاجتياح الاسرائيلي للداخل اللبناني بدءاً من حزيران (يونيو) 1982، حيث سيطر الجيش الاسرائيلي على مدن وقرى لبنانية عدّة، كما وصل إلى بيروت واحتلها بعدما حاصر قوات منظمة التحرير الفلسطينية وبعض وحدات الجيش السوري في منطقة بيروت الغربية لأكثر من شهرين. فإذا بمنظمة التحرير تنسحب من بيروت الغربية بعدما نفّذت إسرائيل عمليات عسكرية جوية وقصفاً عنيفاً طاول ذلك الجزء من العاصمة اللبنانية، تلاها تسوية أدت إلى خروج المقاتلين الفلسطينيين عبر البحر. وكانت تل أبيب وضعت أهدافاً في تلك المرحلة بحثت من خلالها عن كيفية إنهاء الحالة التي كانت تشكّلها منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، والبحث عن توقيع مشروع اتفاق مع لبنان بمقدوره أن يضمن لإسرائيل أمن حدودها ومستوطناتها الشمالية. استطاع الإسرائيليون أن يقتحموا بيروت ويجتاحوها، وذلك على الرغم من المقاومة التي استمرت لشهرين ونصف الشهر في الشطر الغربي من العاصمة، وكان ذلك متغيّراً جديداً من نوعه، حيث كانت تلك المرة الأولى التي يستطيع فيها الجيش الإسرائيلي أن يجتاح عاصمة عربية خارج حدود الأراضي الفلسطينية، فإذا به يلحق أضراراً بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اضطرت للخروج من العاصمة اللبنانية. حصلت بعد هذه المرحلة مفاوضات بين إسرائيل ولبنان برعاية الولايات المتحدة الأميركية في منطقة خلدة جنوب بيروت، بدءاً من 18 كانون الأول (ديسمبر) 1982 وسط عمليات مقاومة ضد المواقع الإسرائيلية. ثم نظّمت جولات من المشاورات في مستوطنة كريات شمونة بشمال إسرائيل. بقيت المفاوضات على حالها حتى 17 أيار (مايو) 1983 حيث اتفق على معاهدة سلام. حرّر الاتفاق في خلدة وكريات شمونة في اليوم السابع عشر من أيار (مايو) 1983 على ثلاث نسخ بأربعة نصوص رسمية باللغات العربية والعبرية والإنكليزية والفرنسية. عن حكومة الجمهورية اللبنانية أنطوان فتال. عن حكومة دولة إسرائيل ديفيد كيمحي. عن حكومة الولايات المتحدة الأميركية موريس درايبر. وعندما اجتمع المجلس النيابي اللبناني في 13 و14 حزيران (يونيو) 1983 للنظر في الاتفاق، حضر 72 نائباً وغاب 19 نائباً.تضمّن نصّ اتفاق 17 أيار (مايو) 1983 الرسميّ بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل تفاصيل مسهبة، أبرزها : "إن حكومة جمهورية لبنان وحكومة دولة إسرائيل، إدراكاً منهما لأهمية وتعزيز السلام الدولي القائم على الحرية والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان الأساسية، وتأكيداً لإيمانهما بأهداف شرعة الأمم المتحدة ومبادئها، وإقراراً بحقهما وواجبهما في العيش بسلام مع بعضهما ومع جميع الدول داخل حدود آمنة ومعترف بها، وبناءً على اتفاقهما على إعلان إنهاء حالة الحرب بينهما، ورغبة منهما في إقامة أمن دائم ما بين بلديهما وتلافي التهديد واستعمال القوة في ما بينهما، ورغبة منهما في إقامة علاقاتهما المتبادلة وفقاً لما نص عليه هذا الاتفاق، وبعد أن زودتا مندوبيهما المفوضين الموقعين أدناه بصلاحيات مطلقة لتوقيع هذا الاتفاق، بحضور ممثل الولايات المتحدة الأميركية، إتفقتا على الأحكام الآتية:المادة 1يتعهد كل من الفريقين احترام سيادة الفريق الآخر واستقلاله السياسي وسلامة أراضيه، ويعتبر أن الحدود الدولية القائمة بين لبنان وإسرائيل غير قابلة للانتهاك.ويؤكد الفريقان أن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل أنهيت ولم تعد قائمة.عملاً بأحكام الفقرتين الأولى والثانية، تتعهد إسرائيل بأن تسحب قواتها المسلحة من لبنان وفقاً لملحق هذا الاتفاق.المادة 2في ضوء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، يتعهد الفريقان بتسوية خلافاتهما بالوسائل السلمية وبطريقة تؤدي إلى تعزيز العدالة، والسلام والأمن الدوليين.المادة 3رغبة في توفير الحد الأقصى من الأمن للبنان ولإسرائيل، يقيم الفريقان و يطبقان ترتيبات أمنية، بما في ذلك إنشاء منطقة أمنية، وفقاً لما هو...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم