تبنّى البرلمان الإسرائيلي قرارا يرفض "قيام دولة فلسطينية" ما أثار الخميس ردود فعل دولية مندّدة، في حين تواصل إسرائيل ضرباتها في قطاع غزّة رغم دعوات لوقف إطلاق النار.
يأتي القرار الرمزي الذي اقترحه نائب يميني متطرّف، بعد أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية.
وجاء في القرار أن "الكنيست يرفض بشدة قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، أي في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ 1967 او في قطاع غزة الذي دمرته حرب مستمرة بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس منذ السابع من تشرين الاول.
في قطاع غزة، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن الضربات الليلية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 37 شخصا اكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأعلنت سلطات حكومة حماس أنّ "القوات الإسرائيلية نفذت عشرات الغارات الجوية تركزت على منازل المواطنين ومراكز النازحين في مخيم النصيرات والبريج وخان يونس ورفح وجباليا".
فوق ركام منزلها قالت فلسطينية في تصريح لوكالة فرانس برس "أولادنا يموتون أمام أعيننا، ننام ونستفيق خائفين"، مشيرة إلى مقتل ابنتها وأحفادها وصهرها بضربة على دير البلح (وسط).
وأكد الجيش الإسرائيلي الخميس "القضاء" على قائد القوات البحرية في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة ومقاتل في فصيل حليف لحماس "شارك في مجزرة" السابع من تشرين الأول.
وأشار إلى مواصلة العمليات في رفح في أقصى جنوب قطاع غزة حيث رصدت "عدة فتحات انفاق" و"تم القضاء على عدة إرهابيين".
يجب وقف سفك الدماء
وقالت الوزارة التابعة لحماس الخميس في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "54 شهيدًا ... خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الخميس.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء "زيادة الضغط" على حماس وهو يريد مواصلة الحرب للقضاء على حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 والافراج عن كل الرهائن.
ويواجه نتانياهو انتقادات كثيرة في إسرائيل لأنه لم ينجح في إبرام اتفاق للافراج عن الرهائن. وتظاهر الأربعاء مئات من أقارب الرهائن مجددا في تل أبيب.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا لضغوط من حلفائه في صفوف اليمين المتطرف. وقد نشر وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير الخميس مقطعا مصورا في باحات الحرم القدسي يطالب فيه بعودة الرهائن لكن ليس عبر "اتفاق استسلام".
والخميس أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جو بايدن سيلتقي نتانياهو الذي يزور واشنطن الأسبوع المقبل، لكن هذا اللقاء يبقى رهنا بتعافي بايدن من إصابته بكوفيد-19.
إلى ذلك أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس أن "سفك الدماء في غزة يجب أن يتوقف فورا" معتبرة أن "أرواح الكثير من الأطفال والنساء والمدنيين زهقت في رد إسرائيل على إرهاب حماس الوحشي".
وأضافت فون دير لايين "سكان غزة باتوا غير قادرين على التحمل، والبشرية كذلك. نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم، نحتاج إلى الافراج عن الرهائن الإسرائيليين".
خيبة أمل كبيرة
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الخميس عن "خيبة أمل كبيرة" بعد تبني الكنيست الاسرائيلي قرارا يرفض فيه "قيام دولة فلسطينية".
وصرح المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك لصحافيين "لا يمكن رفض حل الدولتين عبر إجراء تصويت. الامين العام يشعر بخيبة أمل كبيرة من قرار الكنيس"، مكررا ان حل الدولتين هو "الطريق الوحيد الموثوق به نحو سلام دائم".
واعتبرت فرنسا أن تصويت الكنيست "مروّع" مشيرة إلى أنه "يناقض القرارات التي تبنّاها مجلس الأمن الدولي". كذلك دانت مصر والسعودية والأردن التصويت.
ويؤيد المجتمع الدولي حل (قيام) دولتين، فلسطينية وإسرائيلية، لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
منذ بدء الحرب اضطر مئات آلاف الفلسطينيين إلى النزوح مرات عدة بحسب المعارك في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي محكم. ويلجأ كثيرون إلى مدارس وباحات مستوصفات ومستشفيات.
وتندد المنظمات الإنسانية باستمرار بالضربات الكثيفة والعوائق التي تضعها إسرائيل امام دخول المساعدات وتوزيعها.
والخميس قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن كل المرافق الصحية في جنوب قطاع غزة وصلت إلى "نقطة الانهيار" بسبب القصف الإسرائيلي الذي يودي بحياة عدد كبير من الضحايا.
وقالت أوكسفام إن "قطع إسرائيل الوصول إلى المياه والتدمير المنهجي للمنشآت والتعطيل المتعمد للوصول إلى المساعدات، خفض كميات المياه المتاحة في غزة بنسبة 94 % إلى 4,74 ليترات للفرد في اليوم أي اقل من ثلث الكمية الموصى بها في حالات الطوارئ".
من جهتها حضّت منظمة العفو الدولية إسرائيل على وضع حد لاعتقال فلسطينيين من قطاع غزة "لأجل غير مسمى"، والكف عن "تعذيبهم في سجونها وعزلهم عن العالم الخارجي".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يرفض بشكل صريح المزاعم المتعلقة بإساءة معاملة المعتقلين بشكل منهجي".