الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" حرب المخيمات (1985-1988) ظروفها وتسوية النزاع المسلّح

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار"
وقفات "النهار"
A+ A-
اعداد: عباس هدلةأثارت عودة تشكيلات "منظمة التحرير الفلسطينية" إلى مخيمات بيروت في عام 1984، بعد الانسحاب الإسرائيلي منها، ومحاولة تنظيم أوضاعها وتجنيد مقاتلين جدد ومحاولة التمدد خارجها، حفيظة وتوجس "حركة أمل" التي أضحت المخيمات الفلسطينية في مناطق نفوذها، خصوصاً بعد نجاح انتفاضة 6 شباط (فبراير) 1984، وسيطرة الحركة على بيروت وضاحيتها الجنوبية. فاتهم رئيس الحركة نبيه برّي الفلسطينيّين بأنَّهم يعملون على "بناءِ دولةٍ داخل الدولة، والقِتال في سبيل السَّيْطرة على المناطق اللبنانية أكثر من القتال في سبيل تحرير أرضهم". وأضاف أنَّه "لن يسمح إطلاقاً بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل عام 1982". وصرح داود داود، القيادي البارز في الحركة، أنَّ الفلسطينيّين الموالين لعرفات "جيّروا البندقيَّة التي تريد أن تُحرِّرَ فلسطين إلى بندقيَّة تتجاوز وتَعْتَدي وتتَسَلّط"، والحركة ستقاتل "مثل تلك البندقيَّة حتى لو وقفَ كل العالم ضِدّنا".وسط هذا الاحتقان، تحوّل خلاف بين عناصر من "حركة أمل" وآخرين فلسطينيين ليل 19-20 أيار (مايو) 1985 في منطقة صبرا ببيروت إلى معارك طاحنة في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، خلّفت المئات من القتلى والجرحى، وأضراراً جسيمة في المخيمات والمناطق المحيطة بها. وعلى الرغم من اجتماع في منزل السيد محمد حسين فضل الله في النهار التالي لاندلاع الحرب، إلا أن المعارك استمرت، واستطاعت "حركة أمل" بقيادة مسؤولها العسكري عقل حمية، الذي قتل أحد إخوته في معارك المخيمات، واللواء السادس في الجيش اللبناني في 31 أيار (مايو) 1985 من السيطرة على مخيم صبرا، وأعلنت وقف إطلاق نار تجاوبت معه "جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطينية". ترافق ذلك مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 564 الذي دعا إلى وقف أعمال العنف في لبنان، لا سيما في "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وحولها". وتلاه دعوة من جامعة الدول العربية في 9 حزيران (يونيو) 1985 لـ"وقف فوري وكامل" لإطلاق النار في المخيمات الفلسطينية. وتم في 18 حزيران (يونيو) في دمشق توقيع اتفاق بين "حركة أمل" و"جبهة الإنقاذ الفلسطينية" و"الجبهة الوطنية الديموقراطية" برعاية سورية لحل قضية المخيمات، يقوم على رفض الأمن الذاتي، ويعتبر الأمن في المخيمات جزءاً لا يتجزأ من أمن بيروت. وانبثقت لجنة تنسيق لتنفيذ هذا الاتفاق، وسط استمرار الاشتباكات. دُمّر مخيّم صبرا بشكل تام، واحتفظت فصائل منظّمة التحرير بـ"منطقة صغيرة حول أحَدِ المساجِد" في مخيّم شاتيلا. أمّا في برج البراجنة، فقد جُوبِهَت "حركة أمل" بمقاومَةٍ شديدة، إذ تعاونَ المقاتِلون الموالون لعرفات مع أنصار "أبو موسى" المقرب من سوريا.شهد شهر تموز (يوليو) استمرار الاشتباكات مع انفراجات، حيث أعلنت "حركة أمل" في 25 تموز (يوليو) 1985 إطلاق سراح 32 فلسطينياً كانوا محتجزين عندها، معلنة أنه لم يعد لديها أي معتقل فلسطيني. ترافق هذا الأمر مع توتر في صيدا على خلفية العثور في 26 تموز (يوليو) على جثث أربعة فلسطينيين على طريق الفوار – المية ومية، تلاه استنفار بين عناصر فلسطينية و"حركة أمل" في المنطقة، تطور إلى اشتباكات في محيطها، وعودة الاشتباكات بشكل متقطع إلى مخيمات بيروت.خلال عام 1986، توسّعت دائرة الحرب خارج نطاق مخيمات بيروت والضاحية الجنوبية (شاتيلا وبرج البراجنة) لتصل إلى مخيم الرشيدية في صور، ومن ثم إلى منطقة شرق صيدا، مع التمدد الفلسطيني في مخيم عين الحلوة باتجاه السيطرة على بلدة مغدوشة وعدد من القرى المحيطة بها. وفي 23 نيسان (أبريل) 1986، قدّمت "جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطينية" ورقة عمل بشأن تنظيم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية في دلالة على إنهاء حقبة ما عرف باتفاق القاهرة، وبداية الحديث عن طريقة جديدة يجب اتباعها للعلاقات اللبنانية - الفلسطينية. على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف النار في 29 أيار (مايو) 1986، بعد اجتماع عقد في مقر السفارة الإيرانية حضره ممثلون لـ"حركة أمل" و"جبهة الإنقاذ" و"حزب الله"، فإن هذا الاتفاق ظل عرضة للخروقات. وعلى الرغم من إعلان طهران في 12 حزيران (يونيو) 1986 عن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم