وقفات "النهار" إغارة 15 نيسان 1986

اعداد: نسيب شمستعود الخلافات الأميركية - الليبية إلى عام 1969 عندما قامت ثورة الفاتح من أيلول (سبتمبر) بقيادة معمر القذافي وتغيّرت توجهات السياسة الخارجية الليبية، ورفعت شعار "دعم حركات التحرّر في العالم". كما دعا النظام الجديد إلى إخلاء القواعد العسكرية الأميركية في ليبيا، وسرعان ما بدأت المفاوضات بين الحكومة الليبية والإدارة الأميركية التي توّجت بتسليم قاعدة "ويلوس" الأميركية الى السلطات الليبية في احتفال رمزي حضره آنذاك رئيس الوزراء الليبي عبد السلام جلود والسفير الأميركي في طرابلس الغرب جوزيف بالمر في حزيران (يونيو) 1970، وغادر قبل هذا التاريخ ما يقارب 4000 جندي أميركي، فضلاً عن المعدات والطائرات الى القواعد الأميركية في إسبانيا وتركيا.بعد إعلان تسليم القاعدة، عمدت ليبيا الى تسمية القاعدة بـ "قاعدة عقبة بن نافع"، ما أثار حفيظة الأميركيين، وكانت القاعدة وموقعها مهمين للولايات المتحدة، اذ قال نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية أليكس جونسون إن الولايات المتحدة خسرت قاعدة "ويلوس" بعدم حصول تفاهم مع الحكومة الليبية. شهدت العلاقات الليبية - الأميركية مزيداً من التأزم، لا سيما في الجانب العسكري، وذلك إثر قيام طائرة مقاتلة ليبية في آذار (مارس) 1973 باعتراض مسار طائرات عسكرية أميركية على مقربة من المجال الجوي الليبي، ما أدى الى سقوط طائرة أميركية B130.ومع نشوب الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1973 تصاعد الخطاب السياسي والإعلامي من الحكومة الليبية ضد الولايات المتحدة، وصولاً إلى إبلاغ الأميركيين إغلاق خليج سرت أمام الملاحة واعتباره منطقة ليبية.تلا تلك الاحداث اتهام أميركي للنظام الليبي بمحاولة اغتيال السفير الأميركي في القاهرة هيرمان ألتيس في تشرين الثاني (نوفمبر) 1977، فيما قام متظاهرون ليبيون في كانون الأول (ديسمبر) 1979 بإحراق مقرّ السفارة الأميركية في طرابلس، لتتخذ الولايات المتحدة قراراً بإغلاق السفارة، وفي أيار (مايو) 1981 أبلغت أميركا المكتب الشعبي الليبي (البعثة الدبلوماسية الليبية) ضرورة مغادرة الأراضي الأميركية.كان الرد الليبي على الإجراءات الأميركية هجوماً عسكرياً في آب (أغسطس) 1981 استهدف حاملة الطائرات الأميركية في البحر لأبيض المتوسط...