جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأربعاء، دعوته اليهود الى الصلاة في حرم المسجد الأقصى حيث قال إنه صلى الأسبوع الماضي، متحديا مجدداً الوضع القائم في الموقع، ما أثار انتقادات حكومية.
وقال الوزير اليميني المتطرف خلال جلسة في الكنيست الأربعاء "أنا القيادة السياسية والقيادة السياسية تقرر لليهود الصلاة" في المسجد.
والمسجد الأقصى هو ثاني القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، في حين يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن. ويقع الحرم القدسي في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حزيران 1967، وأعلنت ضمّها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
وقال بن غفير "صليت الأسبوع الماضي في جبل الهيكل. لا سبب يمنع اليهود من دخول أجزاء من جبل الهيكل".
وأثارت تصريحات بن غفير انتقادات داخل الدولة العبرية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان الاربعاء أن "سياسة إسرائيل المتمثلة في الحفاظ على الوضع الراهن في جبل الهيكل"، المسجد الاقصى، "لم ولن تتغير".
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عبر منصة إكس "يجلس في الحكومة الاسرائيلية مشعل للنيران يحاول إضرام النيران في الشرق الأوسط".
كذلك دان سياسيون متشددون موقف بن غفير، علما ان الحاخامية اليهودية الكبرى تحظر على اليهود دخول مجمع الأقصى لأسباب دينية.
وقال موشيه غافني رئيس حزب "ديجيل هتوراة"، وهو جزء من ائتلاف حزب "يهودوت هتوراة" لليهود الاشكيناز عبر منصة إكس "أطالب رئيس الوزراء بعدم السماح للوضع الراهن بالتغيير في جبل الهيكل، وإذا كانت هناك تغييرات، فيجب إغلاق جبل الهيكل أمام اليهود".
وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الاقصى في أوقات محددة بدون الصلاة، وهي قاعدة بات بعض القوميين اليهود يمتنعون عن التزامها في الوقت الراهن.
وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة ووصايتها على المقدّسات الإسلامية في القدس.
وغالبا ما يستنكر الفلسطينيون ووزارة الأوقاف الاردنية زيارات اليهود القوميين للمسجد الاقصى ومحاولتهم أداء شعائر دينية، ويعتبرونها استفزازا لمشاعر المسلمين.
ويشدد الفلسطينيون على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة التي يطمحون الى إقامتها.
وتزامنت تصريحات بن غفير مع استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي، في خضم الحرب المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.