النهار

هواة كرة القدم في غزة يتحدّون الحرب: نحبّ الحياة ونصنع شيئاً من لا شيء
المصدر: أ ف ب
هواة كرة القدم في غزة يتحدّون الحرب: نحبّ الحياة ونصنع شيئاً من لا شيء
فلسطينيون نازحون يلعبون كرة القدم في ساحة مدرسة تديرها الأمم المتحدة في جباليا بشمال قطاع غزة (23 تموز 2024، أ ف ب).
A+   A-
يبذل لاعب شاب وحارس مرمى قصارى جهدهما للتركيز على لعبة كرة القدم، على رغم صخب الجمهور المحيط بهما في ملعب مدرسة بمخيم جباليا للاجئين، تؤوي نازحين جراء الحرب في قطاع غزة.

يطلق الحكم الصفارة ويسدد منفذ ركلة الجزاء الكرة في المرمى مثيرا صيحات الجمهور الذي اندفع نحو اللاعب.

وبالنسبة للمشجعين واللاعبين فإن مباراة الثلثاء في مخيم جباليا كانت بمثابة إلهاء عن الشعور بالجوع والإنهاك بعد قرابة 300 يوم من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقال الحكم رامي مصطفى أبو حشيش لوكالة فرانس برس إن كرة القدم "ساهمت في تغيير واقع الحياة" في جباليا المدمرة جراء قصف إسرائيلي ومعارك ألحقت دمارا هائلا بمستشفيات وملاعب ومنازل وتسببت في نزوح عائلات عدة مرات.

في ملعب مدرسة تؤوي نازحين تواجه فريقان للفوز بكأس "ُخرجت من تحت الردم"، على ما قال أحد اللاعبين.

خلقت المباراة جوا احتفاليا وأحضر المتفرجون كراسي أو أطلّوا من شرفات المبنى المكون من ثلاثة طوابق لمتابعة المباراة وتشجيع اللاعبين.

وجلس عدد من الفتيان في صندوق شاحنة فارغ.

وحمل أحدهم لافتة كتب عليها بالانكليزية والعربية "سنلعب كرة القدم رغم الجوع والعطش، نتنافس لأننا نحب الحياة".

- "صنعنا شيئا من لا شيء" -
وجباليا من مناطق شمال القطاع التي كانت الأكثر عرضة للعمليات العسكرية والقصف.

ومع احتدام المعارك تواجه الوكالات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات وتحذر من مجاعة تلوح في الأفق.

وقال الأهالي لوكالة فرانس برس إنه بالكاد بقيت مواد غذائية في الشمال، والكميات القليلة التي تصلهم أسعارها مرتفعة جدا.

وبالنسبة للاعبي كرة القدم فإن المباراة كانت بمثابة هروب من القلق المرتبط بنقص المواد الغذائية والمياه.

ولم يتمكن اللاعبون من ممارسة هوايتهم منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول إثر هجوم نفذته حماس على إسرائيل وأدى إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 44 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.

ردت إسرائيل على هجوم حماس متوعدة "بالقضاء" على الحركة، وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39145 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال.

وقال اللاعب سيف أبو سيف "من فترة الحرب في غزة ونحن بعيدون عن الرياضة لأن جميع النوادي دمرت، جميع الملاعب دمرت، ولكن نحن اليوم صنعنا شيئا من لا شيء".

وتقول وزارة التعليم في غزة إن 85 بالمئة من المرافق التعليمية في القطاع أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب.

وتم تحويل العديد منها مراكز لإيواء النازحين بسبب الحرب التي هجّرت معظم سكان القطاع المحاصر والبالغ عددهم 2,4 مليوني نسمة مرات عدة.

وقال المدرب وائل أبو سيف إنه كان مصمما على حضور مباراة الثلثاء رغم معاناته إثر إصابته في هجوم في شباط. وقال لوكالة فرانس برس جالسا على كرسي متحرك إنه لا يستطيع استخدام ساقيه.

واضاف "من صغري أهوى الكرة، أهوى المباريات وأحب أن ألعب. أريد أن أثبت للعالم كله... أننا ماضون في أبسط حقوقنا وهي لعب كرة القدم".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium