عمقت القوات الإسرائيلية اليوم الخميس توغلها في بعض البلدات على الجانب الشرقي من خان يونس جنوب قطاع غزة كما دفعت بدبابات لوسط مدينة رفح وتسببت الضربات الجوية والقصف في مقتل 30 فلسطينيا على الأقل على مدى اليوم المنقضي.
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس بالرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاملا هاريس. وقال نتنياهو لمشرعين أميركيين أمس الأربعاء إنه منخرط بشكل نشط في جهود مكثفة لإطلاق سراح باقي الرهائن.
وتركز القتال في الأيام القليلة الماضية حول بلدات بني سهيلا والزنة والقرارة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن القوات استعادت أمس الأربعاء جثث خمسة قتلوا في هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهي جثث كانت محتجزة في القطاع منذ ذلك الحين.
وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن ضربات الجيش الإسرائيلي على مناطق في شرق خان يونس قتلت 14 شخصا مما رفع حصيلة القتلى في القطاع خلال 24 ساعة إلى 30 إضافة إلى إصابة 146.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس احتجزوا أكثر من 250 رهينة في الهجوم المباغت على بلدات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا 1200.
وردت إسرائيل بالتوعد بالقضاء على حماس في قطاع غزة في حرب مستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر. وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ ذلك الحين أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني.
غارات مكثّفة
وقال مسؤولون بوزارة الصحة إن عدة أشخاص أصيبوا في البلدات الواقعة في الشرق خلال قصف مدفعي وجوي إسرائيلي، بينما أسفرت غارة جوية شرقي خان يونس عن مقتل أربعة أشخاص.
وقال سكان ومسعفون إن القصف الإسرائيلي اشتد في عدة مناطق في رفح المتاخمة للحدود مع مصر، فيما نفذت دبابات عمليات في شمال وغرب ووسط المدينة. كما أصيب عدد من الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في وقت سابق من اليوم الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات التي تنفذ عمليات في خان يونس قتلت عشرات المسلحين وفككت نحو 50 بنية تحتية عسكرية، فيما تواصل عملياتها في رفح، مما أسفر أيضا عن مقتل اثنين من المسلحين.
وفي كلمة ألقاها أمام الكونرس الأميركي، قال نتنياهو إن حكومته منخرطة بشكل نشط في جهود مكثفة لإطلاق سراح باقي الرهائن وإنه واثق من أن هذه الجهود ستكلل بالنجاح.
خطاب محبط
وصفت حماس خطاب نتنياهو بأنه "مليء بالأكاذيب" واتهمته بإفشال الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب.
وخيبت تصريحات نتنياهو آمال الكثير من النازحين الفلسطينيين الذين كانوا يأملون في تلقي إشارة أكثر وضوحا عن نهاية وشيكة للقتال الذي دمر القطاع المكتظ بالسكان وتسبب في أزمة إنسانية.
وقال تامر البرعي، أحد سكان مدينة غزة ممن نزحوا إلى دير البلح في وسط القطاع "كان شي محبط على الآخر، ما ذكر وقف إطلاق النار على الإطلاق، ولا مرة حتى".
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل "الناس كانت مستنية مفاجأة، إنه مثلا يعلن وقف إطلاق نار كهدية (للرئيس الأميركي جو) بايدن، لكن في الآخر راحوا ناموا وهما كتير محبطين لأنه أعاد تصميمه على مواصلة الحرب".
وتكتظ مدينة دير البلح، التي لم تجتاحها الدبابات الإسرائيلية بعد، حاليا بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من مناطق أخرى في القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وأضاف البرعي "نتنياهو خطب في مسرحية، وأمام مهرجين".
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية، التي يبذلها وسطاء مصريون وقطريون بدعم من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، معلقة حاليا مع توقعات بإرسال إسرائيل لوفد لإجراء مزيد من المحادثات الأسبوع المقبل.
وقال مسعفون إن غارة جوية شنتها إسرائيل على منزل في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة أسفرت عن مقتل أربعة، كما وصل سبعة فلسطينيين إلى مستشفى في وسط غزة بعدما أفرجت عنهم القوات الإسرائيلية في منطقة قريبة من الحدود.