لجأ مئات الفلسطينيين إلى منشأة في غزة كانت تُستخدم سجنا لاحتجاز القتلة واللصوص في وقت سابق، وذلك بعد أن تسبب قصف إسرائيلي مستمر منذ أسابيع في تشريدهم وعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه.
وقالت ياسمين الدرديسي إنها وعائلتها مروا على جرحى، لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتهم في أثناء إجلائهم من إحدى مناطق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة باتجاه سجن أصداء المركزي في غزة.
وأضافت ياسمين أنها أمضت هي وعائلتها يوما تحت شجرة قبل أن ينتقلوا إلى هذا السجن السابق، حيث يعيشون الآن في غرفة للصلاة.
وتوفر الغرفة لهم الحماية من أشعة الشمس الحارقة، ولكنها غير مجهزة على الإطلاق للمعيشة.
ويعاني زوج ياسمين من فشل في إحدى كليتيه ويعيش برئة واحدة، وقالت إنه ليس لديه أي فراش.
وأضافت ياسمين التي تخشى مثل الكثير من الفلسطينيين من إجبارها على النزوح مرة أخرى "لحتى الآن أصلا احنا مش مستقرين فيه كمان".
وتقول إسرائيل إنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين في حربها مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة.
وقادت الحركة هجوما على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، وهو ما أشعل فتيل أحدث موجة من الصراع في غزة.
ويقول فلسطينيون، وكثيرون منهم نزحوا مرات عدة بالفعل، إنه لا يوجد مكان في غزة يخلو من القصف الإسرائيلي، الذي حول أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل 90 فلسطينيا على الأقل في منطقة المواصي الإنسانية في 13 تموز في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
وقالت الوزارة أمس الخميس إن غارات جوية إسرائيلية على مناطق في شرق خان يونس أدت إلى مقتل 14 شخصا.
ودُمرت أحياء بأكملها في واحد من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، حيث ينتشر الفقر والبطالة على نطاق واسع منذ فترة طويلة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين داخليا.
وقالت سارية أبو مصطفى إن القوات الإسرائيلية أبلغتها هي وعائلتها بضرورة الفرار بحثا عن مأوى لأن الدبابات كانت في طريقها إليهم.
وبعد أن ناموا في العراء على أرض رملية، وجدوا ضالتهم في هذا السجن بين الأنقاض والثقوب التي تملأ جدران المباني التي خلفتها المعارك التي دارت هناك. وكان السجناء قد أُطلق سراحهم قبل وقت طويل من الهجوم الإسرائيلي.
وقالت "ما أخدناش معنا ولا اشي. وماشية جينا هنا مشي... أطفال صغار يمشوا معانا"، مضيفة أن الكثير من النساء كان معهن خمسة أو ستة أطفال وكان من الصعب العثور على الماء.
واحتضنت ابنة أخيها التي ولدت في أثناء الصراع الذي أدى إلى مقتل والدها وإخوتها.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن أكثر من 39 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم اللاحق الذي شنته إسرائيل على القطاع.
ووصلت هنا السيد أبو مصطفى إلى السجن بعد نزوحها ست مرات.
وإذا فشل الوسطاء المصريون والأميركيون والقطريون في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الذي قالوا في أكثر من مناسبة إنه قريب، فقد تضطر هي وغيرها من الفلسطينيين إلى النزوح مرة أخرى.
وقالت "وين بدنا نروح؟ كل الأماكن اللي بنروح إليها خطرة".