قال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلثاء، إن من المرجح جدا ظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة، في ما قد يمثل انتكاسة للجهود الدولية للقضاء على المرض.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عودة وباء شلل الأطفال للظهور في القطاع في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين بعد العثور على عينات لفيروس المرض في مياه الصرف الصحي. لكنها لم تعلن بعد ظهور أي حالات إصابة بالمرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مرض شلل الأطفال موجود الآن فقط في باكستان وأفغانستان، لكن أكثر من 30 دولة ما زالت تُصنف على أنها عُرضة لتفشي المرض، بينها مصر وإسرائيل المجاورتين لغزة.
وتصبح أي دولة عُرضة لاحتمال عودة شلل الأطفال للظهور مجددا إذا لم يتم احتواء الإصابات الجديدة بحملات تطعيم شاملة للسكان.
وقال ليندماير في مؤتمر صحافي بالأمم المتحدة إن سكان غزة ربما أُصيبوا بالفعل بالمرض، لكن من الصعب اكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس القاتل لأن معظمها تكون بلا أعراض ظاهرة.
وأضاف "العثور على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في مياه الصرف الصحي يشير إلى وجوده لدى بعض الأشخاص... وهو ما يمثل احتمالا كبيرا لتفشي الفيروس، وسيشكل حدوث ذلك انتكاسة كبيرة (للجهود العالمية)".
وتابع أن تحقيقا وتقييما للمخاطر لا يزال جاريا في القطاع.
وشلل الأطفال، الذي ينتشر بشكل رئيسي عن طريق البراز والفم، هو فيروس شديد العدوى يمكن أن يغزو الجهاز العصبي ويسبب الشلل والموت لدى الأطفال الصغار.
وتراجعت حالات الإصابة بشلل الأطفال بنسبة 99 بالمئة في أنحاء العالم منذ عام 1988 بفضل حملات التطعيم واسعة النطاق والجهود المستمرة للقضاء عليه بالكامل.
وأرسلت منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون لقاح لوقاية الأطفال من المرض. وقال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه سيبدأ تطعيم قواته المتمركزة في القطاع من فيروس شلل الأطفال.
ويقاتل الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد هجوم شنه مسلحو الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن أكثر من تسعة أشهر من الصراع تسببت في تراجع معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال من 99 إلى 89 بالمئة. وعبّر عن مخاوفه بشأن وصول اللقاحات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها نظرا للقيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف "من الصعب (توزيع اللقاح) وسط النزوح الجماعي والبنية التحتية المدمرة وبيئة العمل غير الآمن على الإطلاق، وبالتالي سيتعرض الكثير من الأطفال لخطر (الإصابة بالمرض)".
وتحمّل إسرائيل، التي تفتش البضائع التي تدخل القطاع وتتولى منح الموافقة الأمنية اللازمة للقوافل الإنسانية، الأمم المتحدة مسؤولية تأخر وصول المساعدات.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 39400 فلسطيني قُتلوا جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ويقول العاملون في المجال الإنساني إن العدد الدقيق للوفيات، من بينهم الذي لاقوا حتفهم بسبب الأمراض، من المرجح أن يكون أعلى بكثير نظرا لارتفاع أعداد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (أ) والدوسنتاريا وأمراض أخرى بين النازحين بسبب الصراع.