استبعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، إجراء محادثات مع قوات الدعم السريع بعد هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة عسكرية شرق البلاد خلال تواجده فيها.
وأعلن الجيش سقوط "خمسة قتلى" في هجوم بمسيرة خلال احتفال تخرج عسكريين بحضور البرهان أقيم في قاعدة جبيت الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن مدينة بورت سودان التي أضحت العاصمة الفعلية للحكومة الموالية للجيش.
وقال البرهان للجنود في قاعدة جبيت بعد الهجوم "لن نتراجع لن نستسلم ولن نفاوض"، مضيفا "المسيرات لا تخيفنا".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.
ولم تتبن قوات الدعم السريع هذا الهجوم. وهو الأول من نوعه على قاعدة عسكرية في ولاية شرق البحر الأحمر (شرق) والتي اتخذها الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقرا بعد اندلاع الحرب.
وقال محمد مختار، المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع بالسودان، إن لا علاقة للقوات شبه العسكرية بالهجوم.
وصرح مختار لرويترز "ليس للدعم السريع أي صلة بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت بشرق السودان اليوم".
ودعت الولايات المتحدة الجانبين إلى مفاوضات الشهر المقبل في جنيف، حيث قالت وزارة الخارجية السودانية الثلثاء إنه يجب أن تسبقها "مزيد من المناقشات".
واستبعد البرهان الأربعاء إجراء محادثات مع قوات الدعم السريع.
وقال إن أي مبادرة سلام "يجب أن تعترف بالدولة السودانية وتدعوها وتتشاور معها"، في إشارة إلى حكومته.
وتعهد قائلا "لن نلقي سلاحنا حتى نطهر هذا البلد من كل متآمر وكل متمرد".
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى "150 ألفا"، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها يواجهون خطر المجاعة.
وهجوم الأربعاء هو الأول على قاعدة عسكرية في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان، حيث نقل الجيش والحكومة والأمم المتحدة مقارهم إليها.
ويشهد السودان حربا منذ نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش الذي يقوده البرهان، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية.
تسيطر قوات الدعم السريع على الجزء الأكبر من العاصمة الخرطوم، وولاية الجزيرة (وسط) ودارفور (غرب) إضافة إلى أجزاء واسعة من القضارف (جنوب).
وأعلنت نهاية حزيران سيطرتها على قاعدة عسكرية في عاصمة ولاية سنار (جنوب شرق).
في الأثناء، تدور معارك عنيفة منذ مطلع أيار في الفاشر، المدينة الوحيدة الكبيرة في دارفور التي لم تسقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة التي يقطنها مئات آلاف السودانيين.
الثلثاء شدّدت وزارة الخارجية السودانية الموالية للجيش على الحاجة لمزيد من النقاشات قبل تقديم رد إيجابي على دعوة واشنطن لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في آب.