بالنسبة لوائل قديح في دير البلح في وسط قطاع غزة، كان لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقع "الصاعقة"، بينما يستغرب يوسف سعيد كيف لم تتمكّن إيران من "حمايته".
ويقول قديح (35 عاما) لوكالة فرانس برس "خبر كالصاعقة، كأنه حلم".
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأربعاء مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وقال القيادي البارز في حركة حماس طاهر النونو لوكالة فرانس برس "الاستهداف من الاحتلال والاحتلال يتحمّل مسؤوليته والولايات المتحدة أيضا".
وأضاف أن ما حدث "استهداف مباشر للقائد إسماعيل هنية في مقر وجوده في طهران".
وبحسب النونو، "عملية الاغتيال تمّت بوسيلة سيحددها ويعلن تفاصيلها الإخوة في إيران الذين يجرون تحقيقات ويتم إطلاعنا في حماس على هذه التحقيقات ونتائجها أولا بأول".
أما يوسف سعيد (40 عاما) فيقول "استطاعت قطر حماية هنية عشرة أشهر. أما إيران بكل استخباراتها وعسكرييها وقوتها وسلاحها فلم تستطع حمايته ساعات فقط".
في خان يونس، يعبّر أحمد وشاح أيضا عن صدمته.
ويقول "كان الخبر مفاجئا، إسماعيل هنية هو قائد المفاوضات، كان غير متوقع اغتيال أحد أعضاء فريق التفاوض".
ولدى سامي نعيم الاعتقاد نفسه إذ بدا متيقنا من تأثر مفاوضات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
ويقول "طبعا هذا سوف يؤثر على المفاوضات... مقتل اسماعيل هنية في هذا التوقيت خاطئ جداً".
من جانبه، يعتقد أسامة الدحدوح أن "المقاومة" باغتيال هنية ستصبح "ذات قدرة أعلى على استهداف الاحتلال الإسرائيلي".
ويقول الدحدوح من دير البلح "يظن الاحتلال الصهيوني أنه باغتيال قادة المقاومة الفلسطينية قد حيّد المقاومة... لكن هذه المقاومة كبرت وتفرعت".
- إضراب شامل -
في مدينة رام الله وعدد من مدن الضفة الغربية المحتلة التي انطلقت منها دعوات "القوى الوطنية والإسلامية" إلى إضراب شامل، غادر الموظفون الحكوميون مقارّ عملهم، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها، وفق ما رصد مراسلو وكالة فرانس برس.
ويقول حسام عبد الرازق (45 عاما) الذي يعمل في مؤسسة خاصة في رام الله (وسط) إن "اغتيال هنية في إيران يثبت أن الشعب الفلسطيني ليس له من يحميه وأن دماءه رخيصة".
ويضيف "باعتنا الأمتان العربية والإسلامية".
ويرى فلسطينيون أن زعيم الحركة الإسلامية حقّق "الشهادة" التي طالما تمناها وهو ما صرّح به ابنه وابنته.
ويقول عبد السلام هنية، نجل رئيس المكتب السياسي لحماس، إن والده "نال ما تمنى".
وكتبت ابنته سارة عبر حسابها على منصة "إكس" "طلبتها (الشهادة) ونلتها".
ويقول محمد فروانة "هذا ما يتمناه كل فلسطيني... أن ينال الشهادة وهو يدافع عن أرضه وأهله ومقدساته".
ويضيف فروانة (38 عاما) الموجود في خان يونس "هو (هنية) قدّم أبناءه وأحفاده على الطريق ذاته".
في حزيران المنصرم، أعلنت حركة حماس مقتل عشرة من أقارب اسماعيل هنية بينهم شقيقته.
وفي نيسان، فقد هنية ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده في غارة إسرائيلية على وسط قطاع غزة.
حينها قال زعيم الحركة إن نحو 60 فردا من عائلته قتلوا منذ السابع من تشرين الأول.
واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول إثر هجوم لحركة حماس على إسرائيل أسفر عن 1197 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد أجرته فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39445 قتيلا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع. ولا تذكر هذه الحصيلة عدد المقاتلين الذين سقطوا خلال القتال.