أفاد تقرير صادر عن الحكومة الأوسترالية، الجمعة، بأن الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة سبعة عناصر إغاثة كانوا ضمن قافلة مساعدات في غزة وقعت نتيجة "تعرّف خاطئ" ومجموعة من "الإخفاقات الجسيمة" الأخرى.
كانت الأوسترالية لالزامي "زومي" فرانكوم من بين موظفي منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) الخيرية الأميركية الذين قتلوا في غارة نفذها الجيش الإسرائيلي واستهدفت قافلتهم التي كانت تعمل على توزيع الغذاء والمياه في نيسان.
وتضغط كانبيرا حاليا على إسرائيل للاعتذار لعائلات الضحايا وتحضّها على على إعادة النظر في آليات تواصل جيشها مع المنظمات الإغاثية في القطاع الفلسطيني.
أثار مقتل عمّال الإغاثة وهم بالإضافة إلى المواطنة الأوسترالية ثلاثة بريطانيين وأميركي-كندي وبولندي وفلسطيني، غضباً عالمياً ومطالبات بضمان سلامة الطواقم الإنسانية في ظل الحرب الجارية منذ حوالى عشرة أشهر في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر.
وتمّ تكليف قائد القوات الجوية الأوسترالية السابق مارك بينسكين بمتابعة التحقيق الإسرائيلي.
ويفيد تقريره الذي رُفعت عنه السرية ونشر الجمعة بأن ثلاث شاحنات ضمن قافلة المساعدات تعرّضت "لضربات متتابعة بشكل سريع نسبيا".
وخلص بينسكين إلى أن مسيّرة إسرائيلية لأغراض الاستطلاع حدّدت المركبات بعدما لاحظت أن عددا من عناصر الأمن المرافقين لأعضاء المنظمة الخيرية كانوا يحملون أسلحة نارية.
وأوضح بأن "خطأ في تقييم الوضع" وحالة "إرباك" كانا وراء "التعرّف الخاطئ" على هؤلاء الموظفين الأمنيين.
اعتقد قادة عسكريون إسرائيليون أنهم خاطفون مسلّحون من حماس بدلا من كونهم عناصر أمن مدنيين، وفق التقرير.
- خطأ قاتل -
وأظهرت صور كيف دمّر أحد الصواريخ الجزء الداخلي لشاحنة مساعدات بيضاء اللون قبل أن يحدث ثغرة في سقفها الذي يحمل شعار المنظمة.
ومن أكبر الأخطاء التي وقعت عدم الاطلاع على خطة التحرك المتفق عليها مسبقا بين الجيش الإسرائيلي والمنظمة الخيرية.
ولم تكتشف إسرائيل الخطأ القاتل إلا عندما بدأت معلومات ترد على شبكات التواصل الاجتماعي بعد حوالى ساعة على الهجوم، بحسب التقرير.
من جهة أخرى، اعتبر التقرير أن رد فعل إسرائيل كان "مناسبا"، مشيرا إلى تسريح ضابطين على وجه السرعة وتوبيخ ثلاثة آخرين.
وسارعت إسرائيل في إصدار اعتذار علني.
لكن التقرير خلص إلى أن على الجيش الإسرائيلي القيام بأكثر من ذلك تجاه عائلات الضحايا.
وقال إن "العائلات لا تعتبر ذلك اعتذارا مناسبا بمستوى مناسب".
وأفاد "لا يشعرون بالاطمئنان بأنه تم حقّا استخلاص العبر من الحادثة وبأنه تم فرض إجراءات تخفف احتمال تكرارها".
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الاوسترالية بيني وونغ بأن كانبيرا ستواصل الضغط من أجل "المحاسبة الكاملة"، بما في ذلك عبر توجيه اتهامات جنائية.
وقالت وونغ للصحافيين "نعتقد حقا بأنه يتعيّن تقديم اعتذار".
- دعوات لوقف إطلاق النار -
وأضافت أن "الحكومة الأوسترالية ستواصل جهودها إلى أن يحظى العاملون الإنسانيون بحماية ملائمة" مؤكدة أن "أفضل حماية للعاملين الإنسانيين والمدنيين هي وقف إطلاق نار".
"وورلد سنترال كيتشن" منظمة غير حكومية أسّسها الطاهي الشهير خوسيه أندريس وتتّخذ من الولايات المتّحدة مقرا. وتقدّم الطعام للمناطق المنكوبة بأزمات إنسانية وكوارث طبيعية.
وكانت من بين منظمتين غير حكوميتين تقودان جهود إيصال المساعدات إلى غزة بحرا من قبرص.
وبعدما علّقت نشاطها في غزة غداة الضربة، استأنفت "وورلد سنترال كيتشن" عملياتها أواخر نيسان.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إثر الغارة إنّ قواته قتلت هؤلاء المتطوّعين "عن غير قصد".
اندلع النزاع في قطاع غزة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول.
وأسفر هجوم حماس عن 1197 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. كما خطف المهاجمون 251 شخصاً ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا.
وردّاً على هجوم حماس، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ العام 2007 وتصنّفها الدولة العبرية على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وتسبّب هجوم إسرائيل على قطاع غزة بمقتل 39480 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.